السؤال
السلام عليكم
أنا شاب تم تشخيصي بالإصابة بنوبات الهلع، تناولت حبوب سبراليكس لمدة شهر واحد، ثم قمت بإيقافه ظنا مني بأنني سأقوم بالتغلب على هذه الأعراض بإرادتي الشخصية، وبعد شهرين من إيقافه جاءتني إحدى نوبات الهلع فجرا، وكانت شديدة جدا، وبدون أي مقدمات.
بدأت بمراجعة أطباء القلب والباطنية، ومراقبة الضغط، قاموا بإجراء جميع فحوصات الدم، وفحوصات القلب، بما فيها الإيكو، ولم يظهر أي شيء غير أن هناك جزءا في القلب سماكته 1.2، بينما يجب أن تكون 0.9، وأخبرني الطبيب بأن الرياضين لديهم هذا الشيء، وأنا لست رياضيا، غير أنني أمارس رياضة المشي بشكل متقطع، وزني 83 كلغ، وطولي 179 سم، وعمري 37 عاما.
رجعت إلى السبراليكس منذ أسبوع تقريبا، وأتناول حبة واحدة عشرة ميليغرام يوميا في الصباح، عانيت في البداية من آثاره الجانبية، ولكنها تخف تدريجيا.
المشكلة أن شعورا يتملكني بشكل شبه يومي، وخصوصا بالليل، بأن نهايتي اقتربت، أحس أنني سأصاب بنوبة قلبية، أو جلطة في أي لحظة، وكل ما تحركت عضلة في جسمي حتى تسيطر علي هذه الأفكار، وأحاول التخلص منها ولكن دون فائدة، عندما تأتي هذه المشاعر أخاف أن أقوم بأي تحرك، أو أقف، أو أمشي، أو أتنفس، أو فعل أي شيء لأنني أحس أنه سوف تحدث نوبة القلبية، أو جلطة سريعة، فتتحول الحياة إلى جحيم، خصوصا في الليل وعند النوم.
ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohd حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: كما تعرف أن نوبات الهرع والفزع كثيرا ما تكون مرتبطة بنوبات تسلطية تشاؤمية خاصة حول الموت ودنو الأجل، أنا أؤكد لك أن هذا الخوف الذي يأتيك من الموت، هو خوف من نفسي طبي وليس خوفا شرعيا، قناعتك يجب أن تكون الآجال بيد الله، وأن تسأل الله تعالى أن يطيل في عمرك في عمل الخير، وأن يحفظك، ويجب أن تكون حريصا جدا على أذكار النوم، خاصة أن هذه الحالات تأتيك ليلا.
وأريدك أن تعيش حياة صحية: أن تمارس الرياضة، أن تنظم طعامك، أن تنام مبكرا، أن تستيقظ مبكرا، أن تتواصل اجتماعيا، أن تحرص على صلواتك في أوقاتها، أن تكون شخصا مبدعا ومفيدا لنفسك ولغيرك، وأن تكون لك آمال وطموحات، وحسن التوقع دائما من الأشياء الجميلة في حياتنا، ودائما -أخي الكريم- حاول أن تكون يدا عليا، هذا يعطيك شعورا بالأمان وثقة في النفس.
تطبيق تمارين الاسترخاء بصفة يومية، وكذلك ممارسة الرياضة -كما ذكرت لك- من أكبر الدعائم التي تساعد الإنسان للتخلص مما هو فيه، فيجب أن ترفع -أخي الكريم- بعد أسبوعين من الآن جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجراما، هذه هي الجرعة العلاجية، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، بأن تجعل جرعة السبرالكس عشرة مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وبعد أن ترفع جرعة السبرالكس وإذا لم تتحسن بعد أسبوعين بصورة واضحة أرجو أن تضيف عقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
أنا أنصحك -مرة أخرى أخي الكريم- باتباع الآليات الإرشادية التي ذكرتها لك، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.