السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ 8 أشهر كنت أدخن الشيشة، وبعد انتهائي منها انخفض ضغط الدم، وبعدها بيوم أحسست بتعب وألم بالصدر من الجهة اليسرى، وذهبت لدكتور الصدر وطلبت مني إشاعة على الصدر، وايكو، ورسم على القلب، وصورة دم كاملة، وتحليل الغدة الدرقية، والحمد لله كله سليم، ولكن منذ هذه الواقعة وأنا مازال ضغطي منخفض، وألم الصدر لم يذهب، وزاد عليه ضيق التنفس، وشعور بالدوخة، والقيء، والتعب بصورة مستمرة.
حتى أني أحس بإرهاق عند قيامي بعمل بسيط، وأحس أن قلبي سيتوقف، ذهبت لطبيب قلب وأوعية دموية وطلب مني تركيب جهاز هولتر، والحمد لله طبيعي، وقام بالفحص السريري وقال لي أن لدي فقط انخفاض في الضغط، وأن هذا وارد في سني، ومنعني من أخذ دواء الضغط، وقال لي أن أكثر من شرب السوائل، وزيادة ملح الطعام، وعدم الوقوف كثيرا، وفعلت ذلك ولكن لم أشعر بتحسن، وذهبت لدكتور أنف وأذن بسبب الدوخة المستمرة، وقال لي أن ليس بي شيء، وذهبت لدكتور مخ وأعصاب وأجريت رنين على المخ، والحمد لله سليم، وأعطاني مقويا للأعصاب، ولكن مازلت لا أشعر بالتحسن، وبدأت أعيش في حالة من الذعر والخوف أن يصيبني مكروه، وأصبح لدي وسواس من كثرة ذهابي للدكاترة.
هل الذي أعاني منه بسبب تدخيني للشيشة، مع العلم أني أقلعت منذ ذلك الحين، أم أن هذا توتر وقلق؟ وكيف أعالجه؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Menna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما أصابك هو فعلا أعراض قلق وتوتر واضحة، أعراض بدنية وجسدية للقلق وللتوتر، وخوف من الأمراض الشديدة، وبالذات مرض القلب، وقد يكون ارتباطه بالشيشة أنك قد قرأت أن تدخين الشيشة المستمر يجعل صاحبه أكثر عرضة لأمرض القلب، وقد سمعت بهذه المعلومة، وكانت في عقلك الباطن، وأنت أصلا معرضة للقلق وللتوتر، فارتبط القلق مع موضوع الشيشة ونتج عنه هذه الأعراض التي – كما ذكرت – تبدو كأنه أعراض مرتبطة بالقلب، ولكنها أعراض قلق وتوتر واضحة أختي الكريمة، وقد اتضح ذلك بعد أن توقفت عن الشيشة.
وانخفاض ضغط الدم فأنا لا أدري هل كنت تأخذين دواء لضغط الدم أم لا، فأحيانا إذا أخذ الإنسان دواء لضغط الدم وهو لا يعاني من ضغط الدم فمن ارتفاع ضغط الدم؛ فهذا قد يؤدي إلى انخفاض الضغط كما حصل معك.
الآن الأمور وضحت، وأصبحت أعراض القلق واضحة، كما ذكرت بنفسك أنك تعانين من الذعر ووساوس وخوف من الإصابة بمكروه، وكل هذه أعراض قلق وتوتر واضحة – أختي الكريمة – والعلاج هو في علاج القلق، وفي حالتك أرى أن يكون علاجا نفسيا، بتعلم الاسترخاء، الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفس، وتمارسينه بانتظام، وممارسة الرياضة أيضا، وبالذات رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة، تساعد في الاسترخاء بشدة، والهوايات الحركية التي لا يكون فيها انشغالا ذهنيا، يكون فيها تحريك للجسم، وانشغلي عن نفسك ولا تشتغلي بها، فكلما خلوت بنفسك كثيرا وفكرت فسوف يزداد التفكير، كوني مع الناس دائما، ولا تنعزلي، لأنك كلما انعزلت فإنك تفكرين بكثرة، ويزداد عندك القلق.
وفقك الله وسدد خطاك.