السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي اضطرابات نفسية عديدة، ومن ضمنها العصبية الشديدة دون أسباب تذكر، وأشعر أيضا أن لدي حب التملك لبعض المقربين، فأخاف أحيانا من هجرانهم لي حتى دون أن يحدث ذلك، وأشعر أحيانا أنهم سوف يهجرونني أو يخونون ثقتي بهم، أشعر أنني أحاصرهم أو أراقبهم خوفا من أن يتركوني لوحدي، حتى حدث المشكلات بيني وبين أقرب صديقاتي بسبب هذه التصرفات.
أريد معرفة الحل؟ وهل أنا مريضة نفسية وأحتاج للعلاج؟ وما أسباب هذه التصرفات؟
أريد حلا ضروريا، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا أعتقد أنك تعانين من مرض نفسي، بمعنى المرض النفسي، لكن لديك بعض سمات الشخصية التي وصفتها بأنها تتصف بالعصبية والتوتر، وحب التملك دائما يشير إلى الاعتمادية على الآخرين، وهذه أيضا سمة من سمات الشخصية.
الشخصية التي تحب الهيمنة على الآخرين، أو أن يكونوا دائما قريبين من الشخص ومحط اهتمامه: هذا دليل على افتقاد الكفاءة النفسية المطلوبة، والإنسان يجب أن ينظر إلى نفسه وإلى عيوبه وإلى ما يعيبه ويتخلص منه.
أنت الحمد لله مدركة تماما للصعوبات التي تعانين منها، والتوتر والعصبية تعالج من خلال التعبير عن الذات، وعدم الاحتقان الداخلي، وعدم الكتمان، وأن تضعي نفسك في موضع الشخص الذي يشاهد عصبيتك، ما هو موقفه؟ أنت حين تتعصبين أمام شخص آخر، أو تكون عصبيتك وفورتك النفسية موجه إليه؛ ضعي نفسك مكانه، قطعا هذا أمر ليس مقبولا، ودائما الإثار والتسامح هي من السمات الطيبة والسمات الراقية.
وبالنسبة للاعتماد على الآخرين وتملكهم لا شك أن هذه سمة ليست إيجابية، أعطي نفسك الاستقلالية، كوني شخصا قويا، ومثابرا، وأنا أنصحك أيضا بالانخراط في الأعمال الخيرية، لأن ذلك يعلم الإنسان الإثار، يعلم الإنسان الاستقلالية، يعلم الإنسان أن يكون يدا عليا، دون أن يعتمد على الآخرين، يعلم الإنسان أن يكون قائدا ومبادرا لعمل الخير ويعتمد عليه الآخرين، لا أن يعتمد هو على الآخرين.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتحررين تماما من هذه السمات.
هذه التصرفات لا نعرف أسبابها، لكنها مكتسبة ومتعلمة، وغالبا قد يكون لها علاقة بالتنشئة، أو البناء النفسي لشخصيتك، المهم هو أنك مدركة لهذه السمات كمواقف في حياتك، والإنسان حين يدرك ما به ما دام الله تعالى قد أعطانا البصيرة وأعطانا القدرة على أن نحكم على الأمور؛ يمكن أن نصحح مساراتنا.
واحرصي على صلاتك في وقتها، وعليك أن تتفقهي في الدين بصورة أفضل، هذا يساعدك في تعلم الإثار، وتعلم الاعتمادية على الذات، وهذا أمر مطلوب جدا في حياتنا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.