السؤال
السلام عليكم.
أنا بنت عمري 15، شاهدت في اليوتيوب أحد الشباب الذين يصورون حياتهم (اليوتيوبر)، هو شاب عمره 26 سنة، ويصور مقاطع عن القرب من الله واختيار الزوجة الصالحة وهذه الأمور، بعد مدة تعلق قلبي به كثيرا وأصبحت أدعو في صلاتي أن يرزقني الله به، وأقول يا رب ارزقني بعبد الله زوجا صالح، واجعل الخير فيه.
هل يجوز أن أقول هذا في الدعاء؟ وبعض الأحيان أشعر باليأس وأنه من الأمور المستحيلة؟ فهل أتوقف عن الدعاء أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن الرغبة في صاحب الدين من مناقب الفتاة، والعاقلة قالت لوالدها يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، فكانت بذلك تضع يدها على كليم الله موسى عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، وفهم والدها مقصدها فقال للكليم عليه السلام إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين، وأهم ما يبحث عنه في الرجال الدين والخلق.
ولكننا لا ننصحك بالتعلق بالشاب المذكور، ولا نؤيد متابعة الفتاة للشباب، لأن قلبها قد يتعلق بما لا سبيل إليه، كما أن التعلق غالبا ما يكون من طرف واحد، وهذا مما يجلب الأتعاب ويشوش على مستقبل الفتاة العاطفي.
ولا مانع من الدعاء بأن يرزقك الله بالزوج الصالح المصلح الذي يعينك على كل ما يرضى الله، أما التحديد فنأمل أن يكون في وقته المناسب وفي حدود الممكن؛ لأن من يظهروا في الإعلان بشتى أنواعه قد تتعلق بهم ملايين الفتيات، وقد مرت بنا تجارب لبعضهن كانت نهاياتها مؤلمة، ومن هنا تتجلى عظمة الشريعة في أمرها بغض البصر، قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، ورغم دخول المؤمنات في الآية إلا أن الآية التي بعدها خصصت بقول الله: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، وقد أحسن من قال: (فإنك متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك أتعبتك المناظر، رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه، ولا عن بعضه أنت صابر).
ولا مانع من الدعاء، ونوصيك بحسن الاختيار لشريك الحياة، ومن المهم أن يكون ذلك بعيدا عن الإنترنت والعالم الافتراضي، فالزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين أسرتين، وربما بين قبيلتين.
والاختيار الناجح هو ما يكون عن رضا وقبول مشترك وارتياح وانشراح، وبعد نظرة شاملة متأنية، ومشاورات مع المحارم، واستخارة، وذلك لأن مشوار الحياة طويل، ولا بد من السؤال والتحري واستحضار العقل مع العاطفة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.