كيف أقنع الوالدة وأسرة الفتاة التي أحببتها بالزواج؟

0 42

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب كنت قد طلبت فتاة من أهلها للزواج، رفض الأهل بدون أي سبب شرعي، فقط بسبب سكني البعيد؛ ولأنني أعيش في الغربة.

باختصار أنا والفتاة نريد بعضنا البعض، ولا نكترث لأي ظرف من الظروف بعد الرفض القاسي من الأهل، أنا والفتاة على حد سواء نعلم يقينا أننا إن تزوج كل واحد منا من شخص آخر سنظل نفكر في بعض، ولن نخرج بعضنا من مخيلتنا، فقررنا العزوف عن الزواج؛ لأننا لا نريد أن نظلم أحدا معنا ولا نريد أن نعصي الله.

بالنسبة لي هناك سبب آخر للابتعاد عن الزواج، بأن أمي -حفظها الله- مع أنها طيبة القلب، ولكنها غير مرتاحة نفسيا مع زوجات إخواني، فقلت في نفسي هذا سبب آخر لعدم الزواج؛ لأن أمي لا تطيق العيش معهن، فرأيت أن أعيش معها وحدنا.

السؤال الثاني:
إذا طلبت من إحدى العوائل فتاة ما ولم تتم الخطبة رسميا، ولم يعقد قرانها، فقط كلام بين العائلتين، فهل يجوز أن يأتي شاب آخر ويقنع الفتاة بأن تنتظره ولا تقبل بخطبة أحد غيره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أخي العزيز – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلا الله تعالى أن يفرج همك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.

- بخصوص ما ذكرته من محبتكما أنت والفتاة المذكورة لبعضكما ورغبتكما الشديدة في الزواج؛ فالذي أنصحك به هو الحرص أولا على الالتزام بالضوابط الشرعية في هذا التواصل؛ حيث يلزم أن يكون بقدر الحاجة وبعيدا عن المخالفات الشرعية، ومن المهم عدم اليأس من إقناع الوالدة والأسرة بضرورة الموافقة على هذا الزواج، وعدم وضع عوائق وعراقيل وهمية؛ لما لا يخفى لديك من ترغيب الشرع في المبادرة إلى الزواج، واختيار الزوجة ذات الدين والخلق والأمانة، لا سيما في وقتنا الحاضر؛ حيث انتشار الفتن والشهوات، وتأكد الحاجة لتحصيل الشباب للعفة والستر وغض البصر، والبعد عن الشهوات المحرمات، والسكن النفسي كما دلت عليه النصوص الشرعية.

- من المهم حين توفر الضغوط النفسية والمشكلات استحضار أن الحياة الدنيا طبعت على الابتلاء، واستحضار ما أعده الله تعالى للصابرين على البلاء والشاكرين للنعماء والمؤمنين بالقدر الراضين بالقضاء من عظيم الثواب والجزاء، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

- احرص على التقرب والتحبب إلى والدتك وأسرتك قياما بحق الله تعالى وحق الوالدين، وحرصا على توفير المناخ المناسب لإقناعهم بقبول مشروع الزواج وعدم الحيلولة دونه لغير مبررات شرعية وعقلية وواقعية، وإزالة ما قد يتوفر لديهم من قناعات خاطئة.

- لا يلزم طاعة والدتك – حفظها الله وعافاها – في تأخير الزواج لغير مبرر شرعي لا سيما إذا توفرت دواعيه الشديدة لديك في الحرص على التحصين والعفة والستر وغض البصر، فقد صح في الحديث: (لا طاعة إلا في المعروف)، فحاول جهدك – أولا – في إقناع الوالدة بهدوء وحكمة، ويمكنك الاستعانة بمن تأنس منهم التأثير عليه والقبول لديه من الأهل أو الأصدقاء المعتبرين من المتحلين بالحكمة والأمانة.

- الواجب عليك بعد بذل الجهد اللازم وتعذر تحقق أمانيك الطيبة في الزواج ممن تحب وتختار: عدم المبالغة في تضخيم المشكلة، والقبول بالأمر الواقع عند عدم توفر الحل المناسب، وحسن الظن بالله في تعويضك عن خسارتك، فما يدريك فلعل الله تعالى أراد بك خيرا، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

- يجوز الخطبة على الخطبة إذا علمنا أن المخطوبة رافضة للخاطب الأول أو متوقفة ومترددة، ولم تقبل الخطبة قبولا واضحا؛ بدليل ما ورد في الصحيحين من خطبته صلى الله عليه وسلم لأسامة من فاطمة بنت قيس الأنصارية رغم علمه بخطبة معاوية وأبي جهم لها، وأما إذا قبلت المخطوبة بخطبة الخاطب الأول فلا يجوز للخاطب الثاني خطبتها بعد العلم بخطبة من قبله وموافقتهم عليه، لما ورد في الصحيحين: (لا يخطب الرجل على خطبة أخيه).

- ولا أجمل بصدد تقوية الإيمان وتحصيل الرضا والراحة والاطمئنان وعون وتوفيق الرحمن من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وملازمة الذكر، والصحبة الصالحة، وقراءة القرآن: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)و (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (ومن يؤمن بالله يهد قلبه).

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والرشاد، والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات