السؤال
السلام عليكم.
أود استشارتكم -وفقكم الله-، أنا أعاني من اضطراب حاد في مزاجي وشعوري، ففي كل يوم أمر بألف شعور، مرة متفائل، ومرة فرح، مرة حزين، ومرة يائس فاشل، فبماذا تنصحونني؟ هل أراجع طبيبا نفسيا أم أحتاج إلى الرقية؟ فالحال أتعبني جدا، أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التقلبات المزاجية أحيانا تكون من طبيعة البشر، أو قد تكون مجرد تفاعلا وجدانيا آنيا ووقتيا ويذهب ويزول إن شاء الله تعالى، وفي مثل هذه الحالات – أي حالات التقلب الوجداني – الإنسان يحاول أن يتمسك ويتشبث بالمزاج الطيب، المزاج المسترخي، المزاج الذي يحس فيه بارتياح، ويحاول أن يجعله مستمرا، وذلك بأن تحسن التوقعات، وأن تتمسك بالأمل والرجاء، وأن تحاول أن تقلص من الشعور والمزاج السلبي من خلال صرف الانتباه عنه، وتذكر اللحظات الجميلة التي تأتيك. هذا – يا أخي – مهم جدا.
كما أن موضوع حسن إدارة الوقت، وأن يستفيد الإنسان من طاقاته ويوظفها التوظيف الصحيح مهما كان مزاجه، ومهما كانت الدافعية قوية أو ضعيفة، في هذه الحالة قطعا سوف يتعدل المزاج، بأن ينجز الإنسان، على النطاق الاجتماعي، وعلى النطاق الفكري، وألا يربط أبدا أدائه بمزاجه. هذا – يا أخي الكريم – يجعل المزاج يتعدل، ويجعل المزاج يكون إيجابيا.
فأرجو أن تضع لنفسك دائما جداول يومية لإدارة الوقت تسميها بجداول الإنجازات، وحين تأتي وتتدارس ما أنجزته في نهاية اليوم قطعا سوف تجد أنك قد قمت بأشياء جميلة وطيبة، وهذه سوف تحسن كثيرا من دافعيتك – أيها الفاضل الكريم -.
ممارسة الرياضة، وحسن التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، أيضا تجعل المزاج في حالة طيبة ومستقرة وإيجابية.
والتأمل الفكري الإيجابي دائما هو طيب، حتى وأنت جالس – وإن كنت في مزاج متعادل، أو مزاج فرح، أو مزاج مكتئب وقلق – حاول أن تتأمل فيما هو طيب، هذا يفيدك كثيرا.