أشعر بحالة غريبة عند الخروج من المنزل، فما تشخيص حالتي؟

0 83

السؤال

السلام عليكم

عمري 28 عاما، مشكلتي بدأت منذ أن كان عمري 16 سنة، في أول يوم دراسي جديد، وأنا ذاهبة إلى المدرسة، وعند باب المدرسة بالضبط جاءتني حالة خوف وتعب ودوخة خفيفة، وألم في البطن، فصار جسمي لا يحملني، فعدت إلى البيت ولم أدخل المدرسة، فأنا أشعر بالحالة من فترة لأخرى، وتزداد مع مرور السنوات خاصة عند الخروج من البيت، فأنا أضغط على نفسي وأخرج لمشواري، فهذه الحالة كنت أشعر بها في فترة الصباح.

وخلال آخر سنتين زاد الوضع سوءا فمجرد ما أسمع الخروج، أو بمشوار للسوق، أو مستشفى أشعر بقلق وتوتر، وخوف، وتعب، وعصبية، فهذه السنة بالذات أصبح القلق والتوتر يلازمني طوال اليوم، فأنا أحمل هم الخروج من البيت، وإذا نويت الخروج فبمجرد ارتدائي لعباءتي أشعر أنه سيغمى علي، وأشعر بالبرودة في يدي بالرغم من أنه لا يوجد شيء فأتراجع عن الخروج، وأيضا أصبحت عصبية طوال اليوم، أغضب لأتفه الأسباب، وأشعر أنني فاقدة لأعصابي، ولا أستطيع السيطرة عليها.

أنا لم أخرج من البيت منذ 6 أشهر، خائفة من الحالة التي أصاب بها، فأنا متعبة جدا.

وفي الخمس سنوات الأخيرة فجأة شعرت بحالة تعب غريبة، وغثيان، ودوخة، وتنميل فظيع، ولا أستطيع التحرك، وعند الكشف يكون كل شيء سليما.

أنا لم أشعر بالحالة منذ سنتين، ولكني أشعر بتعب وآلام في البطن، وغثيان، ودوخة، وأجريت كل الفحوصات اللازمة وكل شيء سليم، فهل من الممكن أن أعرف اسم المرض الذي أعاني منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استشارتك من الاستشارات الجيدة والهامة جدا، وإن شاء الله تعالى يستفيد منها كل من يقرأها، نوعية المخاوف التي كانت تأتيك وأنت عند باب المدرسة هذه قطعا تسمى بمخاوف المدرسة، أو ما يعرف (بأسكول فوبيا) school phobia، والمخاوف من المدرسة تظهر في بعض الأحيان في شكل أعراض جسدية على وجه الخصوص الشعور بالغثيان وألم البطن، ولذا تجد كثير من الأمهات والآباء يأتيهم الاعتقاد بأن الطفل أو اليافع مصاب بمرض عضوي، وهو في الحقيقة ليس مرض عضويا إنما هي حالة نفسية يعبر عنها من خلال الأعراض الجسدية.

الدراسات أشارت أن 60% من الذين يعانون من الخوف المدرسي يصابون بما يعرف بالرهاب الاجتماعي أو رهاب الساحة، الرهاب الاجتماعي هو الخوف في المواقف الاجتماعية ويكون خوفا شديدا وخوفا مرضيا، أما رهاب الساحة فهو أن الإنسان يخاف أن يخرج لوحده ويكون دائما باحثا عن أمان البيت وذلك من خلال عدم الخروج، وأعتقد هذا ينطبق عليك تماما.

الحالة يمكن أن تعالج؛ هي حالة مكتسبة تطور طبيعي للمخاوف، من الخوف من المدرسة إلى رهاب اجتماعي إلى رهاب الساحة، وكل ما هو مكتسب ومتعلم يمكن أن يعالج من خلال التعليم المضاد، نحن بفضل الله تعالى وتوفيقه أخطرناك بالتشخيص، ويا حبذا لو ذهبت وقابلت طبيبا نفسيا، وذكرت له ما ذكرناه، ومن ثم سوف توضع لك الخطة العلاجية.

أنت تحتاجين إلى علاج دوائي عقار سيرترالين والذي يسمى زوالفت سيكون دواء فاعلا جدا في حالتك، لكن المتابعة عن طريق الطبيب أفضل، كما أن العلاجات الأخرى تتمثل في تحقير هذا الخوف، وأن تصري على أن تخرجي من المنزل، الخروج في الأول يكون مع رفقة مؤتمنة وإلى مكان مألوف كزيارة الأرحام مثلا أو الذهاب إلى مناسبة أسرية، وبالتدريج سوف يتقلص الخوف بشرط أن تكون أنشطتك الاجتماعية يوميا ولمدة أسبوعين هذا نسميه بالتعريض أو التعرض لمنع الاستجابة السلبية.

الحالة سوف تعالج وتعالج بصورة فاعلة جدا، التشخيص واضح جدا بالنسبة لنا، وسبل العلاج هي العلاج الدوائي وكما ذكرت لك أن عقار زوالفت هو الأفضل، بجرعة متدرجة والدواء سليم جدا وفي ذات الوقت عليك بمقاومة الخوف وتحقيره والخروج التدريجي مع الرفقة الآمنة.

وإن شاء الله تعالى تعالج هذه الحالة تماما، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات