السؤال
السلام عليكم
صعوبة التحكم في كل سلوك أبنائنا، ومراقبتهم بالشكل الجيد أمر مستحيل، لكثرة مشاغلنا المتعددة، هوعمل دائم من المراقبة على فلذة أكبادنا للوصول بهم لبر الأمان بتوفيق من الله.
أبناؤنا في هذه الفترة العمرية يرتكبون أخطاء وزلات شباب مراهقين، صادفت ابنى مع صديق من الحي مدخن، انتابتني شكوك أن ابني قد يكون قد أخذ شيئا من التدخين، وابتعادا عن الأسلوب الخشن كضربه، وبعد وعظه جيدا، أمرته أن يحلف على كتاب الله بأن لا يعود لهذا العمل الضار.
انتابني شعور أنني وضعت ابني في وضع صعب أمام الله، ولا يزال في مرحلة المراهقة، وقد يفتن، أو يغر من أصحابه -لا قدر الله- ويكسر هذا القسم الذي أردت من خلاله تخويفه من مخاطر هذه المادة السامة، أو أي انحراف آخر.
هو الآن في مدرسة قرآنية لحفظ ما تيسر من كتاب الله، مع تشجيعه ومكافأته عند حفظ كل سورة، وتحفيزا له ليخوض السنة الدراسية المقبلة بكل حزم وعزم، هل ما قمت به جائز ولا يؤثر سلبا على مستقبل ابني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الحرص والاهتمال والسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح النية والعيال.
أسعدنا اهتمامك بابننا الكريم في هذه المرحلة العمرية الهامة، وفي عصر التربية المكشوفة المفتوحة، والوسائل المشوقة للشر، وكلنا أمل في أن يبعد الله عن أبنائنا أهل الغواية والزلل، ونؤكد أن أقصر الطرق، وأهم الوسائل لحمايتهم ومعاونتهم تكون بما يلى:
1- التوجه إلى الله -عز وجل- والتضرع إليه، لأن قلوب الجميع بين أصابعه يقلبها ويصرفها.
2- القرب منهم ومصادقتهم وحسن الظن بهم.
3- تحميلهم المسؤوليات، وإشراكهم ومشاورتهم عند اتخاذ القرارات، ومحاورتهم، والسعي في تكوين القناعات الإيجابية في نفوسهم.
4- تربية روح المراقبة لله في نفوسهم، وربطهم ببيوت الله، وكافة محاضن الأخيار، وفي ذلك عون له على انتقاء الأصدقاء الصالحين المصلحين.
5- تعزيز ثقتهم في أنفسهم بعد ثقتهم في الله، حتى يقودوا ولا يقادوا، ويؤثروا ولا يتأثروا.
6- تدريبهم على الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه، وفتح بصائرهم للمخاطر، وإفادتهم بعواقب الأمور ومآلتها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد نحتاج إلى أن نبصرهم ببعض الشر، مخافة أن يقعوا فيه، ولكن بأسلوب قصصي، حتى لا يشعروا أنهم في دائرة الاتهام.
7- تربيتهم على الوضوح وتجنب التجسس عليهم أو تتبع عثراتهم، فإن الأمر كما جاء في الأثر، فإنك إن تتبعت عورتهم أفسدتهم، أما بالنسبة للموقف المذكور، فنحن نشكر لك الحرص، ونتمنى عدم إعادته مستقبلا، لما انطوى عليه من مظاهر اتهام له لمجرد وجوده مع شاب مدخن، كما أن أسلوب مطالبته بالقسم على القران، أو نحو ذلك من القيود تضعف من ثقته في نفسه، وتشعره بعدم ثقة من حوله في تصرفاته، والأفضل في مثل تلك الأحوال هو إدارة حوار هادىء حول الصداقة والأصدقاء، ومعايير القرب والبعد منهم، ودورنا في نصح المخطىء، ثم نشير إلى الموقف بطريقة غير مباشرة، ونختم الحوار بأهمية اختيار الصديق الصالح، وتجنب نافخ الكير الذي لا بد أن نتضرر من شره وشرره.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على شكره وحسن عبادته، ونكرر سعادتنا بتواصلك وبحوارك حول القضايا التربوية والأسرية، ونسأل الله أن يصلح أحوالنا الدنيوية، وأن يكتب لنا جميعا الفلاح في حياتنا الأخروية.