السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب عمري 22 سنة، ولدي مشكلة تؤرقني لأني لا أستطيع أن أجد لها حلا.
المشكلة: لقد تعرفت على شابة بنفس عمري كانت تدرس معي أيام الجامعة، ووعدتها أني سأتزوجها مباشرة بعد حصولي على عمل، ولتسهيل فرص حصولي عليه سافرت خارج البلاد لاستكمال دراستي، وبعد مرور سنتين بالخارج أصبت بمرض نادر وربما مزمن -على حد قول الأطباء- لا يسمح لي بالوصول لهدفي، لم أعد قادرا على الدراسة ولا العمل، فماذا أفعل؟ علما أني من عائلة ميسورة ولله الحمد، إلا أني لطالما حلمت بالاستقلالية، هذا الحلم الذي تبخر بين ليلة وضحاها!
المرجو أن تساعدوني أحبتي، فأنا ذو خبرة قليلة في الحياة، ادعوا لي بالشفاء، وهل أكون قد نقضت العهد وهو علي دين؟ وهل تظنون أن هناك إمكانية لحدوث هذا الزواج، مع العلم أنها مستعدة للعيش معي وإن كان المرض مزمنا.
أنا الآن حاصل على إجازتين في الاقتصاد، ومرضي لا يسمح لي بالحصول على ماجستر، وأنا مستعد للعمل ولو كلفني ذلك باقي صحتي حتى لا أكون سببا في الفراق مع فتاة عفيفة أحترمها وأقدرها.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحمد والشكر لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك من كل داء يؤذيك، وأن ييسر أمرك ويوفقك لما يحب ويرضى.
وننصحك بالصبر والاحتساب والرضا بالقضاء والقدر، وأن تعتبر ما أصابك ابتلاء من الله لك، فلا تتسخط على أقدار الله ولا تيأس من الشفاء، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى، فأحسن الظن فيه وخذ بأسباب العلاج.
كما ننصحك في حالة وقعت في مخالفة للشرع أثناء تعرفك على تلك الفتاة أن تستغفرا وتتوبا إلى الله من ذلك، حتى يغفر الله لكما ما قد سلف.
وطالما أمورك المالية مع أهلك متحسنة فلا داعي للقلق وتأخر الزواج حتى تجد لك عملا، بل يمكنك إتمام الزواج من تلك الفتاة، والعيش مع أهلك ولا داعي للتفكير في الاستقلال من الآن، بل أجل ذلك حتى تتيسر أمورك في المستقبل.
وثق أن الرزق بيد الله سبحانه، والشهادة والعمل سبب من أسبابه وليست كل الأسباب محصورة فيها، فلا تقلق ولا تقنط فما أغلق الله على العبد بابا إلا وفتح له أبوابا أخرى.
وإذا كانت الفتاة مقتنعة بك ومستعدة للزواج بك رغم مرضك، فهذا مؤشر على جيد فيها، فلا تفرط بها، ولعلك تجد لك عملا مناسبا بشهادتك الحالية.
ويجب أن تعتني بنفسك وتختار العمل الذي يناسب وضعك الصحي ولا تنهك نفسك، واستعن بالله ولا تعجز، وكن مع الله يكن معك، وحافظ على الطاعات، وابتعد عن المعاصي والمنكرات، وليكن زواجك وحياتك الزوجية وفق شرع الله وهديه، وستشعر بالسعادة والراحة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما يحب ويرضى.