السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم لكم بخالص الشكر على ما تقدمونه من عمل خيري، عسى الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، أما بعد.
أرجو منكم مساعدتي في حل هذه المشاكل، وشكرا لكم، وتقبلوا مني فائق التقدير والاحترام، مشكلتي بدأت منذ تسع سنوات، حينما أصبت بنوبة هلع شديدة فقدت بعدها طعم الحياة، فأصبحت أخاف من الموت خوفا شديدا، حتى أنني مرة تأكدت أنني سأموت تلك الليلة، وبعدها تجاوزت ذلك الخوف، ووقعت في حالة أسوأ منها، صرت أخاف من المرض حتى بدأت أحس كل مرة بأعراض عضوية، فمرة أحسست أنني مريض بداء الكلى، وصرت أرى لون بولي أحمر -أعزكم الله-، وأشعر بآلام في الكلى، وبعد أشهر اختفت الأعراض.
كذلك بالنسبة للغدة الدرقية، و توهم إصابتي بالشلل النصفي بسبب وفاة خالتي بمرض التصلب اللويحي، أصبحت أحس بآلام في أطرافي اليسرى، ونصف وجهي الأيسر، مع توهم الخدر، واختفت بعد ذلك الأعراض، وكل تلك الضغوطات سببت لي ارتفاعا في ضغط الدم، ففي كل مرة أقيسه أجده 145/90.
الأعراض:
- تعب وإرهاق مزمن.
- دوخة في بعض الأحيان.
- انتفاخ القولون في بعض الأحيان.
- خفقان القلب.
- ضيق التنفس.
- آلام متفرقة في الصدر والظهر.
- آلام شديدة في الرقبة خصوصا عند قيادة السيارة.
- آلام وإحساس بثقل في الأطراف اليسرى ونصف الوجه الأيسر.
- ارتفاع ضغط الدم 145/90.
- الخوف الشديد من أي أعراض تطرأ على جسدي وإن كانت بسيطة.
- الإحساس بأنني سأفقد الوعي عند الغضب.
- الهلع و الفزع عند رنين الهاتف إذا كان المتصل أحد أفراد عائلتي، خوفا من سماع إصابتهم بمكروه.
- الهلع عن سماع خبر وفاة شخص أعرفه.
وهناك حالات توهم لأمراض أخرى لم أذكرها لتجنب الإطالة عليكم، وكذلك عندي خوف شديد من المستقبل، ومن قيادة السيارة، وخوف من إصابة ابنتي بمكروه، فتجدني أصطنع السيناريوهات السلبية في رأسي، وأتوقع الأسوأ دائما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MEBCHIRA حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح جدا أنه لديك قلق مخاوف، ومخاوفك من الأمراض هي المهيمنة، ومثل هذه العلة منتشرة كثير من الناس يعانون من ذلك، حيث أننا في زمانا كثرة فيه الأمراض، وكثرت فيه التدخلات الطبية، والمعلومات الطبية أيضا أصبحت متداول بين الناس، وكثير منها يكون مغلوطا، كما أن موت الفجأة قد كثر، وهذا بحد ذاته جعل الناس تتخوف الأمراض، خاصة الأمراض الشديدة التي قد تفضي إلى الموت.
أيها الفاضل الكريم: حالتك هذه تتطلب منك التوكل، توكل على الله أن يكون توكلك توكل مطلق، وأن الله خير حافظ، وتسعى أن تعيش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب النوم الليلي المبكر، تنظيم الوقت، أن يكون غذاءك غذاء صحيا ومنضبطا، أن تحرص على ممارسة الرياضة، أن تحرص على صلواتك في وقتها، أن يكون وقتك مستثمرا صحيحا، أن تكون دائما في رحابة صدرا وأريحية وذلك يأتي من خلال الرضا عن الذات والتعبير عن النفس، وبر الوالدين، والعلاقات الاجتماعية الطيبة الراشدة، وأن يكون لك أهداف في الحياة وأن تضع الآليات التي توصلك لأهدافك، هذا يصرف انتباهك -إن شاء الله تعالى- عن هذه الأعراض.
في ذات الوقت راجع طبيبا تثق فيه، كطبيب الباطنية أو طبيب الرعاية الصحية الأولية أي طبيب الأسرة، وتراجعه مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل القيام بالفحوصات الروتينية، حتى وإن لم تكن تشتكي من أي شيء، راجع الطبيب على الأقل مرتين في السنة هذا مهم -أيها الفاضل الكريم-.
في ذات الوقت أريدك أن تتناول أحد مضادات المخاوف والأعراض النفسوجسدية عقار دوجماتيل، والذي يسمى سلبرايد، هو دواء جيد لعلاج مثل هذه الأعراض، يضاف إليه عقار آخر يسمى سيرترالين، واسمه التجاري زوالفت، جرعة السيرترالين تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام، تتناولها ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا، أي 50 مليجرام تناولها لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها 25 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهرا، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا دواء رائع مضاد للمخاوف القلقية والجرعة التي وصفنها لك صغيرة جدا، وهي حبة واحدة في اليوم كأقصى جرعة، علما بأن الجرعة الكلية قد تصل إلى 4 حبات في اليوم.
أما بالنسبة للسلبرايد فتناوله بجرعة 50 مليجرام صباح ومساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.