السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، مشكلتي أني تعرضت لموقف من خطيبتي، وكنت قد عقدت عليها, كذبت علي في موضوع كبير جدا وقامت بإخباري لأنها لم تكن مرتاحة، وأنا لا أعلم عنها هذا الشيء, وانصدمت ولكن كانت ردة فعلي ليست بقوية جدا فقد نسيت كل شيء بعدها بوقت قصير جدا وسامحتها لأني أحبها وأعلم أنها تحبني جدا جدا، وقد وعدتني بأن لا تعود لمثل ذلك أبدا وأنها نادمة على ما فعلت، ولن تعود للكذب أبدا.
ولكن من حين لآخر ينتابني إحساس أنها قد تكذب علي، وأعيش في وهم وهم وقلق شديد؛ إذ أنني بطبعي لا أحب الكذب أبدا.
وبعض تصرفاتها قد تكون طبيعية، ولكن ما إن أقوم بتحليلها حتى ينتابني الشعور والإحساس بأن هنالك شيئا، وعندما أقوم بسؤالها تكون ردة فعلها قوية بعصبية وحزن شديد جدا، وهذا الشيء قد أرهقها نفسيا وأتعبها كثيرا، حيث أنني لا أرى ما تفعله لي من تصرفات لكي لا يتسلل الإحساس في داخلي.
أنا أشعر بأن ما أمر به هو ناتج لأشياء سابقة قبل أن أرتبط بها وأعرفها, وناتج لما فعلته هي بي.
ونحن مقبلين على الزواج، وأمامنا حياة كاملة، ولا نستطيع الاستغناء عن بعض أبدا، ولا أريد أن أعيش معها في هذا الوهم، فما الحل لما أمر به؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا وأخانا- في موقعك ونشكر لك الاهتمام، ونحيي سعيك في إزالة ما علق في نفسك من الإشكال، ونسأل الله أن يسعدك ويحقق لك السكينة والاطمئنان.
الموقف الذي حصل منها واعتذرت منه ينبغي طي صفحته، وعليك أن تتعوذ بالله من شيطان يذكرك به، وتذكر أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، بل وشغل الشيطان هو غرس شجرة العداوة والبغضاء، فالأمر كما قال ابن مسعود -رضى الله عنه- أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم.
الرجل ليس مسؤولا عن الحياة السابقة لزوجته، وهي كذلك ما ينبغي أن تتحسس ممن خطبهن قبلها أو فكر في الارتباط بهن، وليس هناك مصلحة في التنبيش والتفتيش في دفاتر الماضي، والدبلوماسية مطلوبة في الحديث عن الماضي.
والشريعة تعطي كل طرف حق البحث والسؤال في البداية، أما إذا رضى بها ورضيت به فلا داع للعودة إلى الوراء، ونحن لا ننصح بفتح المواضيع القديمة، ونحذر من تعميم المواقف السالبة، والتمادي معها، ونحذر من سوء الظن.
ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونؤكد لك أن في الموقع فريق كامل يتشرف بخدمتكم، وهم أفضل من تناقش معهم مثل هذه الأمور الحساسة، واعلم أن اصطحاب المشاعر السالبة يؤثر على استقرار الأسرة، ونتمنى دفن كل خاطرة سيئة في مهدها، وإتاحة الفرصة لها حتى لا تتمدد في سماء حياتك الأسرية.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلموا أن الحياة الزوجية أكبر وأهم ونهنؤكم على المشاعر النبيلة والحب المتبادل، ونذكركم بأن طاعة الله والتعاون على البر والتقوى من أهم ما يوطد العلاقات، قال تعالى: "وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين".
نسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، والطاعة لرب العباد.