الخوف من الفشل في الدراسة بسبب الزواج.

0 409

السؤال

السلام عليكم..


أنا خريجة قسم رياضيات منذ 9 أعوام بتفوق، بعدها سجلت في دبلوم الدراسات العليا بأحد الاختصاصات انتظارا لفرصة العمل وأملا في إكمال الدراسة، وجاء تعييني في الجامعة لأدرس بها خلال دراستي، فأهملت ذلك الدبلوم حتى لا أرهق نفسي؛ لكوني عينت في مجال آخر يتطلب اختصاصا آخر في الرياضيات حسبما قالوا لي في ذاك الحين.

وبعد ذلك حصلت على منحة للدراسة في الخارج، وقد مضى علي الآن أربع سنوات دون أن أحصل على الماجستير، ودائما أرى الدراسة صعبة ولا أستطيع أن أتابع أو أنتظم ببرنامج للدراسة، وأعلم أنها هنا صعبة وتتطلب جهدا مضاعفا؛ لكن الخوف من الفشل وعدم الثقة بالنفس يمنعني دائما من التركيز والفهم، بل وحتى لا أستطيع مجاراة المدرسين والطلاب في الدروس، ودائما متأخرة.

أصبحت نظرة الأساتذة لي مخجلة وكأني لا أصلح لشيء، خاصة وأني عربية ومحجبة في هذه البلاد التي تعتقدنا متخلفين وخاضعين، بالإضافة إلى ذلك فإني دائما كئيبة لأني لا أرى أمامي سوى حالة السواد والضياع عندما أفكر أن جامعتي ستطالبني بدفع ما قدمته لي لكوني لم أحقق شيئا خلال المدة التي أرسلتني إليها.

والمشكل أني تزوجت وزوجي يدعمني نفسيا بشكل كبير في هذا المجال، ودائما يقول لي ليخفف عني وأعتقد أنه صادق: إنني لا يجب أن أخاف لأنه بجانبي مهما حدث لي من مشاكل، سواء أردت إتمام الدراسة أم لا، لكن دائما أقول لنفسي: عندما سيجدني فاشلة لم أنجح في دراستي بعد هذه المدة فإنه سيقلل من شأني، وكذلك أهله، لأهمية العلم لهم، ولأنه مضى علي أعوام هنا دون تحقيق أي تقدم!

وفي كل سنة عندما يقترب الامتحان يزداد توتري بشكل لا يحتمل لدرجة قد تقارب الانهيار واليأس، ولولا بعض الإيمان أو ربما الخوف من الموت قبل الاستعداد له لكنت انتحرت بسهولة، وخاصة أن كل زملائي الذين أتوا معي قد نجحوا، لكن من جاؤوا بمثل اختصاصي فهم متأخرون أيضا، إذ يجب الاعتراف أن الاختصاص صعب جدا، ولدينا فارق كبير في المستوى بيننا وبين الطلاب الآخرين، أرجوكم الحل فلا أريد أن أخسر نفسي أو زوجي وحياتي من أجل تفكيري بما سيقوله الآخرون، أو عدم قدرتي على تحمل الفشل الذي لم أتعوده.

جزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيرا على تواصلك معنا، ونود أن نهنئك بالزواج، ونسأل الله أن يجعله زواجا مباركا.

لا شك أن الزواج يعتبر إنجازا عظيما وشيئا طيبا، وهو يدل على أنك تحملي الكثير من المؤهلات والسمات والصفات التي تجعل منك امرأة صالحة، فهذه أيتها الأخت المباركة يجب أن تكون دافعا لك لتغيير هذه المفاهيم السلبية السوداوية التي سيطرت عليك لدرجة كبيرة، وأرى أن هذا هو الخلل الأساسي بالنسبة لك، وكما نصحتك أولا لابد أن تتناولي بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والمخاوف، وقد وصفنا لك في المرة الأولى الدواء الذي يعرف باسم (ريمرون)، ولكن الآن بما أن اضطرابات النوم ليست مسيطرة عليك، فإن الدواء الأفضل سيكون هو العلاج الذي يعرف باسم (بروزاك)، وجرعته هي كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم ترفع إلى كبسولتين لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة شهر آخر.

كما ذكرت لك في مقدمة هذه الرسالة، وبجانب العلاج الدوائي أرجو أن تركزي وبشدة على تغيير واستبدال المفاهيم السلبية، فأنت والحمد لله لديك الكثير من الإيجابيات ولكنك غير مستشعرة لها، ومن هنا لابد من تحديد كل فكرة سلبية واستبدالها بأخرى إيجابية، وتكرار الفكرة الإيجابية حتى يتم تدعيمها وتثبيتها.

لا تنزعجي أبدا ولا تفكري في أنك فاشلة مع زوج ناجح، وأسرته ناجحة، فأنت أيضا ناجحة، وإن لم تكوني كذلك لما قبلوا بك زوجة لابنهم.

عليك السعي للوصول إلى أهدافك، وأرجو أن تتناولي العلاج، وأنا على ثقة تامة أن هذه الغشاوة والسوداوية والكآبة سوف تختفي تماما بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات