السلام عليكم

أريد أن أسمن؛ ولكنني أعاني من انتفاخ البطن وامتلائها بعد تناول القليل من الطعام، حيث أن معدتي تستقبل الأكل ولكن امتلاء البطن يمنعني من زيادة الأكل.

وصف لي الطبيب دواء Metoclopramide ولكني أجده خاصا بتفريغ المعدة وليس الأمعاء، حيث أنه خاص بالجهاز الهضمي العلوي، وأنا أشعر بامتلاء الجزء السفلي من البطن وليس المعدة، فهل المشكلة في أمعائي الغليظة؟ وما الدواء المناسب؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبوب (Metoclopramide) تمنع الغثيان والقيء، بل وتساعد في تنظيم حركة الأمعاء الدودية (peristaltic movement) مهما كان سبب ذلك، ويتم تناولها قبل الأكل ثلاث مرات في اليوم، فلا بأس من تناولها لمدة 10 إلى 15 يوما، مع إمكانية تناول حبوب (pantoprazol 40 mg) مرة واحدة على الريق صباحا لمدة شهر.

لقد ذكرنا لك في الاستشارة السابقة أن الفتيات يعانين في بعض الأوقات من بعض الأمراض المتعلقة باضطراب الأكل مثل: فقدان الشهية العصبي أو (Anorexia nervosa)، ويتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، ومن أعراضه الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة في بداية المرض، مع وجود حالة من الأنيميا والتي تؤدي إلى الشعور بالكسل، والصداع، والخفقان، وضيق التنفس، وجفاف البشرة، ويصاحب ذلك اضطراب في الدورة الشهرية (عدم انتظام الدورة الشهرية)، وتساقط الشعر.

إذا كنت تعانين من هذه الأعراض فإن الأدوية التي تعالج أمراض التوتر والقلق والاكتئاب تساعد كثيرا في علاج تلك الحالة بل وتفتح الشهية لتناول الطعام، ومن بين تلك الأدوية تناول حبوب (Cebralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم نتوقف عن العلاج.

يمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة مثل: تناول اللبن الرائب أو الزبادي، مع قطع التمر وفاكهة التين كلما شعرت بالجوع، مع تناول مطحون الحلبة والسمسم والمكسرات المضاف إلى الزبادي واللبن الرائب، ويمكن تناول اللحم المفروم المطبوخ مع المكرونات والأرز حتى ولو بكميات قليلة في كل وجبة؛ لأنك بحاجة إلى بروتين حيواني لتعويض النقص في الكتلة العضلية.

مع أهمية تناول كبسولات البكتيريا النافعة (probiotic) مع حبوب الخميرة التي تحتوي على فيتامين (ب) المركب وعلى بعض الخمائر المفيدة في فتح الشهية والهضم وزيادة الوزن، ومن الضروري المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

من الضروري أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى (Endorphins) وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان (morphine-like chemicals) دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.