السؤال
السلام عليكم.
منذ الصغر وأنا أنتقل من وسواس إلى آخر، بدأت بوسواس العقيدة، ثم الخوف من السجن، ثم فقدان البصر، إلى أن وصلت للأمراض الخطيرة، عملت تحاليل كثيرة لا أتذكر عددها، وتحليل فايروس الإيدز عملته عشرين مرة، وكانت كل التحاليل سليمة.
في يوم ما صافحت شخصا مصابا بفيروس الكبد، وقبلني في خدي، ومنذ تلك اللحظة أعيش مرعوبا من إصابتي بالمرض، وقد مرت على الحادثة 50 يوما، وأنا إلى الآن لا أستخدم حمام المنزل خوفا على عائلتي من عدوى المرض، وأستخدم حمام المسجد.
أنا تعيس، وأظن أن مسألة الوسواس أتتني من كثرة تصفح الإنترنت حول الأمراض، فبماذا تنصحوني؟ بدأت أفقد حياتي، فماذا أفعل؟ أنا خائف من التهاب الكبد الوبائي (ب)، فهل مدة 50 يوما كافية لعمل تحليل hbs ag؟ وهل يعتبر قطعيا؟ لأن منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض cdc، تقول إن فترة الكشف هي من شهر إلى شهرين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلنبدأ بموضوع فحص فيروس الكبد، وأنصحك – أخي الكريم – لا تجري أي فحص؛ لأن ما تعاني منه هو مرض نفسي محض، وسواس المرض والخوف من المرض هو الذي تعاني منه، لأن فيروس الكبد لا ينتقل عن طريق القبلات – كما تعرف – وينتقل عن طريق الدم، وينتقل عن طريق العلاقة الجنسية، ولا ينتقل عن طريق القبلات، ولكن لأنك موسوس وخائف أصبحت تعاني من هذا الشيء.
أنصحك بأن لا تجري أي فحص؛ لأن هذا يدعم الوساوس ولا يساعد في التخلص منها، وتعلم أن هذه الوساوس انتقلت من شيء لآخر، لأن الأصل عندك الوسواس القهري، فيجب علاج أصل المشكلة، وليس فرعها.
توقف عن عمل أي فحوصات – أخي الكريم – وتعالج من هذا الوسواس الذي أثر على حياتك بدرجة كبيرة، والعلاج إما أن يكون دوائيا، وتحتاج فعلا إلى علاج دوائي، وإما أن يكون علاجا سلوكيا، والأفضل الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، وبالذات في حالتك – أخي الكريم – تأخذ دواء لهذا الوسواس القهري مع علاج سلوكي.
لذلك أنصحك – أخي الكريم – بدل الفحوصات أن تقابل طبيبا نفسيا، تحتاج إلى مقابلة طبيب نفسي لكي يبدأ لك العلاج بصرف دواء والعلاجات النفسية معا – أخي الكريم – حتى تتخلص من هذا الوسواس الذي أثر عليك بدرجة كبيرة، وأثر على حياتك وعلاقاتك مع أهلك.
وفقك الله وسدد خطاك.