أعاني من الانطوائية وليس لدي أصدقاء، فهل يمكن تغيير شخصيتي؟

0 86

السؤال

السلام عليكم،

أنا شاب عمري 15، وبعد شهر سيصبح عمري 16، أعاني من سمة سلبية في شخصيتي وهي الانطوائية، أريد البقاء في المنزل ولا أريد الخروج، وليس لدي أصدقاء، وأنا أريد أن أكون منفتحا وأتخلص من هذه السمة السالبة، فهل يمكن ذلك؟ لأنني سمعت أن الشخصية لا تتغير.

أرجوكم أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- فى موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نبشرك بأن الصفات السلبية تتغير، وقد رد الإمام الغزالي على من زعموا أن الصفات السلبية لا تتغير بقوله: لو قلنا بذلك لبطلت الرسل والرسالات والوعظ والتربية والتعليم، وأثبت أن الصفات السلبية تتغير، والأمر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله.

والصفات تتغير في الإنسان وفي الحيوان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- غير بالقرآن والإسلام أحوال وسلوكيات وشخصيات العرب، وأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.

ولا شك أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، ونؤكد لك أن شعورك بالخلل هو أول وأهم خطوات التصحيح ومعالجة الخلل، كما أن شعورك بأضرار وآثار العزلة أغنانا عن الحديث عن أهمية التواصل والخلطة المرشدة.

وهذه بعض التنبيهات والتوجيهات:
1- عليك بالتوجه إلى الله واسأله التوفيق، وأن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحين المصلحين منهم.
2- تذكر بركة الجماعة وأن يد الله مع الجماعة، وأن الإنسان مدني بطبعة لا يمكن أن يعيش وحده، ولذلك كان السجن الانفرادي من العقوبات المشددة.
3- وطن نفسك ودربها على الصبر على الناس، واجتهد في مداراتهم، والمداراة هي أن تعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله.
4- كن بشوشا باسما في وجه إخوانك، والنبي كان ضحاكا بساما عليه صلاة الله وسلامه.
5- عامل الناس بالإحسان، وإذا قابلك من يريد الإساءة فعليك بقول الله (ادفع بالتي هي أحسن).
6- تذكر أن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وأن الذئب يأكل من الغنم القاصية.
7- أحسن اختيار من تخالطهم، والمرء حيث يضع نفسه، وقد قال الله لنبيه (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)، وهذا توجيه لنا جميعا، واعلم أن في حضور الجمع والجماعات والتداخل والتعارف مع الساجدين لرب الأرض والسموات مخرج من العزلة.
8- ابحث عن أسباب عزلتك لنتعاون في علاجها، وتجنب تضخيم وتعميم المواقف السالبة التي حصلت معك أو مع غيرك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك وأن يتولانا وإياك.

مواد ذات صلة

الاستشارات