السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعو الله لكم التوفيق وصلاح الحال وقبول الأعمال، وكل ما تقدمونه يكون في ميزان حسناتكم -إن شاء الله-.
مشكلتي بدأت قبل سنة وشهرين بآخر شهر شعبان، عندما انكسر جزء من المطحنة -الفك السفلي-، وذهبت عند دكتور الأسنان وعمل لي حشوة فضية، وكل شيء تمام -والحمد لله- وبعد سنة في شهر رمضان ظهر جزء من ضرس العقل بالفك ذاته، واعتدت بعد فترة طويلة أن يظهر جزء منه ويسبب لي آلاما، وقد سبب لي آلاما كالعادة، ولكن هذه المرة وصل الألم إلى السن الذي به الحشوة، واستمر أياما ثم اختفى.
بعدها في شهر ذي القعدة عاودني الألم، وكان شديدا جدا، ولاحظت تورما أسفل اللثة، ذهبت عند الدكتور وأخبرني أن طلوع جزء من ضرس العقل سبب ضغطا على الحشوة، وتحركت من مكانها، قام بتصفيتها وأعطاني دواء، وكنت أحس بتحسن يوما بعد يوم، والتورم يقل، وذهب الألم، وكنت آكل من غير ما أشعر بأي ألم، واختفى الورم تقريبا.
لكن الألم عاودني يوم الأحد الماضي، وأحسست بظهور الورم مرة أخرى، فذهبت في اليوم ذاته عند طبيبة أسنان أخرى، قالت إن الحشوة لامست اللثة مما تسبب في التهابها، كتبت لي مضادا حيويا، وقالت تعالي بعد يومين.
وخلال اليومين ازداد التورم، فقامت الطبيبة بإزالة الحشوة، وتفاجأت بعد إخراج الحشوة بأن عصب السن ميت، وحتى الدم لم ينزل عند تصفية اللثة، وأخبرتني أن سبب الورمة مشكلة في الجذور، وعملت لي جلسة أخرى، وأحسست براحة كبيرة، وقل الألم، ولكن الورمة لا زالت، ولي جلسة أخرى معها غدا.
أتمنى أن أجد عندكم الجواب، هل هذه الورمة خطرة، وهل هو خطر فعلا عندما تلامس الحشوة اللثة؟ حيث أخبرتني أن الفضة فيها مادة الزئبق السامة.
أرجو أن أجد منكم إجابة تطمئنني، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلا بك -أختي الكريمة- في موقع استشارات إسلام ويب.
إن التورم الحاصل لديك ليس بالأمر الخطير، وهو شائع وكثير المشاهدة عند أطباء الأسنان عند الكثير من المرضى، ويكون هذا التورم بسبب تعفن في عصب السن، ناتج عن التهاب عصب حاد لم يعالج في المراحل الأولى، وتطور إلى التهاب لب مزمن، وتعفن العصب ضمن مسكنه في قناة السن، ويمتد التعفن إلى العظم المحيط مشكلا خراج يعالج في المراحل الحادة بالأدوية إلى أن يخف التورم والانتفاخ المرافق للخراج، ومن ثم يجب فتح السن لتصريف الغازات والتعفن الناتج عن الخراج، ويشعر المريض بالراحة مباشرة، ويجب إجراء صورة شعاعية لتقييم السن المسبب، ووضع خطة للعلاج تعتمد على كمية التخرب للسن المسبب، وهل يوجد كيس حول السن ناتج عن الخراج أم لا؟
وفي حال وجود الكيس يجب تقييم حجمه، وهل ممكن علاج السن بشكل محافظ بغسل الأقنية، وحقن مواد مطهرة ضمن السن، ومراقبة السن، أم نحتاج لتدخل جراحي لإزالة الكيس المرافق للخراج إن وجد؟ وفي كثير من الحالات قد يكون الحفاظ على السن المسبب صعب، ويقرر الطبيب خلع السن وتنظيف العظم من الأنتان الحاصل، وذلك في حال نكس العلاج، أو في حال قرر طبيب علاج العصب أن السن صعب العلاج ويجب خلعه.
أختي الكريمة: يجب عليك استشارة طبيب اختصاصي في علاج العصب أولا، ومناقشة إمكانية علاج السن والعمر المتوقع للسن بعد العلاج، كما يجب استشارة طبيب الجراحة الفكية في حال وجود كيس مرافق للخراج، مع العلم أنه في حال تقرر علاج السن قد يكون العلاج لفترات طويلة، ويحتاج السن للمراقبة الشعاعية بعد سنة من انتهاء العلاج، وبعد خمس سنوات لضمان نجاح العلاج، ولتجنب أي نكس وتدبيره إن وجد.
أسأل الله لك الشفاء العاجل، مع أطيب الأماني.