السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، عمري 27 سنة، أعاني من النزيف بين الدورتين، وأحيانا بعد الجماع، مع آلام حادة أسفل الظهر والحوض.
راجعت الطبيبة في المرحلة الأولى، وأخبرتني أن ذلك يمكن أن يكون التهابات عادية، وأعطتني تحاميل لمدة ثلاثة أيام وتحسنت، مع العلم أنني قمت بإجراء التحاليل و-الحمد لله- أخبرتني أن لا شيء خطير.
عاد النزيف مجددا، فقمت بمراجعة طبيبة أخرى بعد أربعة أشهر من الكشف الأول، وقمت مجددا بتحليل عينة من عنق الرحم وبطانة الرحم، بعد ذلك أخبرتني الدكتورة بوجود خلايا سرطانية، ولكنها دعتني إلى عدم القلق، فيمكن أن تكون خلايا حميدة.
طلبت الطبيبة عمل أشعة وتحاليل ثانية لمعرفة نوع الخلايا، ومرحلة السرطان التي أنا بها، ولكنني لم أواصل القيام بالتحاليل والأشعة، ولم أخبر زوجي ولا أحد من عائلتي بأي تفاصيل.
ليس لدي رغبة للعلاج، وأشعر باللامبالاة التامة، فقط أريد معرفة المرحلة التي يمكن أن أمر بها حسب الأعراض التي أحس بها، فليس لدي الوقت ولا الرغبة ولا الشجاعة للقيام ببقية التحاليل والأشعة.
فأنا متغربة في بلد آخر، وأريد معرفة معدل الحياة بعد الإصابة بهذا المرض ونسبة الشفاء منه، وهل بإمكاني الحمل هذه الفترة؟ أعني فقط صحة الجنين وليس صحتي.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
منطق اللامبالاة لا يصح عقلا ولا شرعا، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحث الناس على التداوي، فعن أسامة بن شريك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا الهرم)، وروى البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)، وروى مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى)، وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام والسام الموت)، [رواه ابن ماجه].
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (علمه من علمه وجهله من جهله)، حث للأطباء المسلمين على البحث والاستقصاء لاكتشاف أدوية لأمراض لم يعرف لها بعد دواء، وقد ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- الشفاء بموافقة الدواء للداء، فلكل دواء مقدار معين يعمل به وينبغي ألا يزيد ولا ينقص.
وتعاليم الإسلام كلها تدفع إلى المحافظة على الصحة والارتقاء بها في كافة المجالات، ليعيش الإنسان حياة سعيدة طيبة في الدنيا والآخرة، وأن الإسلام قد أوجب المحافظة على الضرورات الخمس، وهي: الدين، والنفس، والعرض، والمال، والطب يحفظ البدن ويدفع عنه غوائل المرض.
ومن المهم متابعة الفحوصات والتحاليل لمعرفة مرحلة المرض، وتناول العلاج المناسب، لأن وجود مشكلة في عنق الرحم أو الرحم نفسه، أو المبايض يمنع الحمل، وإذا حدث حمل فقد يحدث إجهاض بعد مرحلة معية فعليك بمصارحة زوجك وأسرتك عن حالتك المرضية لتجدي الدعم النفسي والمادي، وهناك الكثير من المؤسسات الطبية التي تقدم تلك الخدمة بالمجان للمرضى، فلا تتواني في البحث عن علاجك.
حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.