السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب في منتصف العشرينات، أعاني من نوبات من حزن شديد، وأيضا التفكير بالموت، وفي بعض الأحيان بالانتحار، وأيضا شعور بالخمول والعزلة وفقدان التركيز مما سبب لي مشاكل في العمل وحياتي الأسرية وتأخري في الزواج، وذلك خوفا من الفشل، وأيضا الغرق في الوهم وأحلام اليقظة، أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
ملاحظة: هذه الحالة مصاب بها منذ الصغر إلا أنها ليست دائمة، بل هي متقطعة خلال السنة ثم أكون فيها طبيعيا ثم أعود إلى الحالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ.أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الحالة التي وصفتها تدل على إصابتك بنوع متوسط من الاكتئاب النفسي، ولكنه والحمد لله من النوع المتقطع وليس المطبق، وكونك تعاني منذ الصغر هذا يدل على أن لديك بعض الاستعداد الفطري للمزاج الاكتئابي.
الاكتئاب يمكن علاجه، ويتطلب ذلك تقوية الإرادة، واستبدال كل الأفكار السلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية، وإذا جلست مع نفسك وتأملت قليلا، فستجد أن لكل فكرة سلبية ما يقابلها من فكرة إيجابية، فالفشل يقابله النجاح، والتفكير في الانتحار يقابله الحياة، وأن الانتحار حرام مطلقا، وأن الله هو الذي خلق وهو الذي يأخذ، ولا تنس أنك في مقتبل العمر، ويمكن أن تغير حياتك وتصوغها بصورة أفضل، فعليك بتنظيم وقتك، ووضع أهداف واقعية في حياتك، والعمل على الوصول لها، كما أن الحرص على التمسك بالعقيدة الإسلامية والتزاماتها، وتلاوة القرآن، والدعاء، وأن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل، كلها من مزيلات الاكتئاب بإذن الله .
الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي ستغير من حياتك -إن شاء الله- نحو الأفضل، وهي كثيرة ومتعددة، ولكنها تتطلب الالتزام بالجرعة، وأخذها بالطريقة الصحيحة حتى تجني ثمارها .
من الأدوية الممتازة والمناسبة لحالتك مضاد الاكتئاب الذي يعرف باسم (بروزاك) وجرعته هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر.
بالتزامك بالإرشادات النفسية السابقة، وتناول الدواء، ستجد إن شاء الله أن كل أفكارك السوداوية والسلبية اختفت.
وبالله التوفيق.