السؤال
السلام عليكم .
جزاكم الله على جهودكم ويسر لكم سبل التوفيق والسداد.
أنا طالب انهيت مرحلتي الثانوية، والآن في الحد الفاصل بين الثانوية والجامعة، وأريد دخول مهنة الطب إن شاء الله، لكن لدي مشكلة منذ أشهر، وهي حساسيتي تجاه الطب والدماء والأمراض العضوية.
عندما أكون في مجلس أو بين أصحابي ويتحدثون بشيء له علاقة بفلان مريض، وعملوا له عملية أو غيرها من هذا الكلام، أحس بوجع في قلبي وضيق في التنفس وصداع، وأحيانا أشعر بالدوار.
أيضا عندما كنت في الثانوية عندما تكون حصة الأحياء والأستاذ يشرح ما له علاقة بالإنسان، والأجهزة داخله، والأمراض وغيرها، تأتي لي نفس الأعراض، وقد تكررت معي نفس المشكلة مرارا.
اليوم كنت في المستوصف لمرض ما وحالتي استدعت أن أضع المغذي في وريدي، بالبداية أحسست بالخوف، وبعد ذلك جاءتني نفس الأعراض، تعرق وخفقان ووجع في القلب، وأيضا دوار ودوخة.
ما سبب هذه الأعراض التي تأتيني؟ وهل يمكنني التخلص من ذلك؟ وهل ذلك ربما يعيقني من الدخول في جامعة الطب؟
أعينوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما تعاني منه (طبعا) رهاب للأمراض والعمليات والدماء، فلنقل (رهاب للمستشفيات) بصورة عامة، وطبعا هذا الرهاب يمكن أن تتغلب عليه بواسطة العلاج، أو حتى بدون علاج، يمكن أن تتغلب عليه بعد دخولك كلية الطب.
أنا أعرف أطباء كثيرين عند دخولهم كلية الطب، وبالذات في اليوم الأول لعلوم التشريح، عندما رأوا الجثة تعبوا وتركوا المشرحة، ولكن سرعان ما عادوا وتغلبوا عليها، بل بعض الأطباء الآن صارت لهم إغماءات في أول مرة عند دخلوهم غرفة العمليات، هذا شيء طبيعي عند بعض الناس، ولكن سرعان ما يتأقلمون عليه ويستمرون في دراستهم للطب.
إذا كان الرهاب رهابا بسيطا ويمكن التغلب عليه فلا مانع من الالتحاق بالطب، ولكنه إذا كان شيئا شديدا ومتجذرا ولا يمكن علاجه فيمكن أن يكون عائقا لك – أخي الكريم – في الاستمرار في كلية الطب.
إذا الشيء الأمثل أن تذهب لطبيب نفسي، أو اختصاصي علم نفسي سريري، لعمل تقييم لدرجة الرهاب عندك، وهذا ممكن، ومحاولة علاجك من خلال العلاج السلوكي المعرفي، قبل أن تبدأ كلية الطب، فإذا كانت درجة الرهاب بسيطة، أو إذا تمكن هؤلاء من علاجه فلا بأس من الالتحاق بكلية الطب، ولكن إذا كانت درجة الرهاب عالية والسيطرة عليه من خلال العلاج السلوكي المعرفي صعب فيجب عليك أن تفكر مليا – أخي الكريم – قبل أن تتقدم لكلية الطب والالتحاق بها.
وفقك الله وسدد خطاك.