السؤال
السلام عليكم
ابني طفل وبعمر 7 سنوات، غير اجتماعي منذ صغره، لكن بالاختلاط يتحسن، طيب، حنون، ومنظم، ويتحمل المسؤولية، حساس ويتأثر من كلام الناس، ولا يحب النقد.
منذ سنة والده سافر وكنت حاملا، كان يوافق أن أتركه مع أخته التي تكبره بسنة لوحدهما عندما أحتاج لشراء بعض الأغراض لمدة بسيطة، وبعد الولادة بشهر حصل للمولودة مشاكل صحية، ودخلت الحضانة، وكان جو البيت توتر وبكاء، وتركته مع والدتي في البيت يوم كامل، ولم أرجع حتى الفجر، وبعدها يذهب إلى الحضانة يوميا لمدة ساعة، فحصلت له حالة من البكاء والترجيع وألم البطن، وهذه حاله كل يوم أخرجه فيه.
أؤكله قل تماما، ولا يخرجه غيري، وإن تركته يدخل في نوبة بكاء هستيرية وترجيع.
أخذته إلى الدكتورة، ووصفت له الفافرين 50 نصف قرص لمدة شهرين، وقالت لي بأن لديه اضطراب قلق، هو كثير التفكير والأسئلة، وأصبح يخاف من أي جديد.
لا تحفيظ قرآن، ولا تمرينا رياضيا، بل يلعب في الشارع أمام البيت فقط، ويدخل بين فترة وأخرى ليطمئن من أني موجودة.
الحالة تحسنت، لكن أصبح كثير الحركة والصوت العالي والعناد.
للأسف أوقفت الفافرين؛ لأن والده يرفض الأدوية، فعاد إليه القلق، ورفض كل شيء، مكتئب ويبكي لأبسط سبب، وأنا خائفة من حصول أضرار جانبية جراء الاستمرار على الدواء.
الدكتورة نصحتني بأن لا أوقف الدواء لمدة 6 شهور على الأقل، وممكن أزيد قرصا، فهل أبدأ مرة أخرى، أم أعالجه سلوكيا؟ وهل سترجع نوبات الخوف؟ وهل أجبره على التدريب الرياضي لأنه رافض تماما له؟ وهل الفافرين سبب كثرة حركته وقلة تركيزه؟ وهل جرعة نصف قرص تتدرج للأقل؟ أم هل ستخف الحالة لوحدها؟ فمرة تركته لوحده، وخرج يبحث عني بدون حذاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في هذه السن الصغيرة ما حصل من طفلك هو أعراض ما يسمى بقلق الانفصال، أو بالإنجليزي Separation anxiety وهو من الاضطرابات الشائعة عند الأطفال في هذه السن، ويحصل دائما إذا كانت الوالدة مريضة وأدخلت المستشفى لفترة من الزمن، فإن الطفل تأتيه هذه الأعراض خوفا من أن يفقدها.
هنا -يا أختي الكريمة- حصلت الأعراض لسببين: أولا: لقضائك الوقت مع المولود الجديد؛ فهذا جزء من المشكلة، والشيء الآخر المولود الجديد نفسه، دائما الطفل يحس بغيرة شديدة عندما يكون هناك طفل أصغر منه خوفا من أن يكون الاهتمام كله للطفل الصغير مما عجل بحدوث هذه الأعراض من القلق.
يا أختي الكريمة: عادة قلق الانفصال لا يعالج بالأدوية حسب علمي، أنا لا أدري قد يكون للطبيبة التي رأته قد يكون لها سبب وجيه في إعطاء الدواء، ولكن الشيء الذي أعرفه أن هذا الاضطراب يعالج عادة بالعلاج النفسي، وعادة يجب أن تتكلمي معه دائما وتشرحي له إذا كنت خارجة إلى أي مكان، وعندما تعودي يجب أن تشرحي له لماذا ذهبت؟ وأنك لن تتركيه، وهكذا، وتشركيه حتى في رعاية الطفل الجديد، وإذا كان في الإمكان أن تأخذيه معك إذا كان يسمح بذلك إلى الحضانة، حتى ولو كان مع شخص في الخارج أو رأى أخاه فهذا مفيد جدا له.
العلاج النفسي يا -أختي الكريمة- هو العلاج الرئيسي لهذه الحالة، وإن شاء الله سوف تزول وتختفي الحالة، والشيء الآخر أيضا هناك عامل آخر لم أذكره وهو غياب الوالد؛ فهذا أيضا مشكلة يجب أيضا أن يتم شرح الأمور إليه بوضوح وبشيء مباشر، فالطفل في هذه السن يفهم هذه الأشياء، لماذا مثلا سوف يغيب والده؟ ولماذا أنت تذهبين يوميا؟ وأنكم لن تتركوه، وتبدؤون بإشعاره بالاهتمام المناسب، وبأنه لن يتغير عما كان عليه حتى بوجود هذا الطفل الجديد.
وفقك الله وسدد خطاك.