السؤال
السلام عليكم
أعاني من كثرة النسيان وقلة التركيز وضعف الاستيعاب، خصوصا في الأمور الحسابية، والمشكلة أنني أعمل أمين صندوق لدى الشركة التي أعمل بها، كما أنني أخطأت في إيرادات الشركة اليوم بفارق 10 ريالات، وهذا سبب لي إحراجا شديدا أمام زميلي في العمل، كما أثار السخرية مني.
لا أدري ما هو سبب هذه المشكلة؟ وما هو حلها؟ صرت أعاني من مشكلة نفسية بسبب ذلك، ورغبت أن أطلب من مديري أن يعفيني من هذه الوظيفة، ويجعلني في وظيفة أخرى تناسب قدراتي الذهنية، لكن لا أدري ماذا أقول له؟ كيف أطلب ذلك منه؟ وكيف ستكون صورتي أمامه كموظف؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على الثقة في إسلام ويب.
أنت لم تذكر عمرك، حيث أن ضعف التركيز له ارتباط وثيق بالمراحل العمرية، لكن أحسب أنك في سن الشباب، وأنت تعمل أمين صندوق في شركة، وأقول لك: أن ضعف التركيز في الشباب ومن هم دون 40 غالبا يكون سببه القلق أو التوتر أو الإجهاد النفسي والجسدي، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، عدم النوم الليلي المبكر الصحيح، هذا كله يؤدي حقيقة إلى ضعف في تركيز.
هنالك حالات مرضية عضوية قد تؤدي أيضا إلى ضعف التركيز في هذا العمر، ومنها: ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية، أو انخفاض مستوى فيتامين ب12، أو فيتامين (د)، وعليه أرجو أن تقوم بعمل فحوصات طبية روتينية لدى طبيب الأسرة، وإن كان هنالك أي نقص في المكونات التي ذكرناها سوف يقوم الطبيب بإعطاءك العلاج التعويضي اللازم، ممارسة الرياضة، وتلاوة القرآن الكريم بتدبر، تحسن من التركيز، هذا أمر معروف، فعليه احرص على ذلك، ونم النوم الليلي المبكر، أيضا طبق أي نوع من التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس التدريجي ذات فائدة عظيمة جدا.
أخي الكريم: هذه هي النصائح التي أنصحك بها، و-إن شاء الله تعالى- لو طبقت ما ذكرته لك سيبدأ التحسن التدريجي لديك، والأمور المالية بالفعل تتطلب أن يكون الإنسان متدققا ومتأنيا دون أن يضع ضغوطات على نفسه.
تغيير الوظيفة: أنا لا أرى داعي له، ولكن إن كنت مصرا على ذلك فقم بالتحدث مع الشخص المسؤول، وأوضح له أنك تخاف أن ترتكب خطأ ماليا، وتحس أن انتقالك إلى وظيفة أخرى ربما يكون أفضل دون أن تدخل في أي نوع من التفاصيل حول ضعف التركيز وخلافه.
أما بالنسبة لتحسين المقدرات الذهنية والتركيز: هذا يتطلب منك كثرة القراءة، كثرة الاطلاع كما ذكرنا، تنظيم الوقت، تلاوة القرآن، التغذية السليمة، النوم الليلي المبكر، والاستفادة من الصباح الباكر، لأن البكور فيه بركة كثيرة ويعود على الإنسان بخير عظيم، خاصة فيما يتعلق بالتركيز.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.