هل يجوز قطع صلتي بأهلي عند ما يكونون سببا في سوء حالتي النفسية؟

0 114

السؤال

السلام عليكم..

عائلتي لا تناسب فكري، وإذا قمت بصلتهم أشعر بإحباط، وتغير في المزاج، وسلبية تنبعث مني، وتشاؤم لا ينتهي، إلا بعد فترة ربما تجلس أسابيع حتى تعود إلى حالتي الطبيعية بسبب فكرهم السقيم، وتصرفاتهم البائسة، وأنا أتأذى من هذا؛ فأنا أريد الحفاظ على صحتي النفسية، فهل هذا يعد سببا شرعيا لقطيعة الرحم؟

بالرغم من أن الأطباء النفسيين لا يستطيعون مساعدتي في هذا الشأن .

كما أني أكره الأطباء النفسيين الذين زرتهم لعدم كفاءتهم، مما جعلني أتشاءم من الذهاب لرؤية أي طبيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يرزقك طول البال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

كنا نتمنى أن توضح أسباب الضيق الذى يحصل لك عند زيارتك لأرحامك، لأن معرفة السبب تعيننا بفضل الله على إصلاح الخلل والعطب، وإذا كنت لا تريد إشاعة ذلك فيمكنك أن تطالب بحجب استشارتك، والأمر لك في كل ذلك، ونحن نرحب بك وبسؤالك.

لا يخفى على الفضلاء من أمثالك أن حق الأرحام كبير وعظيم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم وقيل له بماذا أرسلك الله؟ فقال: "بكسر الأوثان وصلة الأرحام"، بل إن صلة الرحم مما جاءت به كل الأديان السماوية.

والمسلم يصل أرحامه حتى لو كانوا على غير الإسلام، وقد كانت صفية زوج النبي -رضى الله عنها- تصل أرحامها من اليهود، وتحسن إلى محتاجهم، ومن هنا يتضح أن الاختلافات الفكرية أو المذهبية أو غيرها لا تبيح لنا قطيعة الرحم، علما بأن النصح للغافل وتعليم الجاهل وبذل الهداية من صور الصلة للأرحام، ومن أوائل ما نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، وصبر على أرحامه من أهل مكة رغم حربهم له حتى هدى الله عامتهم، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: "إن آل فلان ليسوا من أوليائي ولكن لهم رحما سأبلها ببلالها"، وهنا تشبيه للقطيعة بشدة العطش.

وحتى تخف عليك الضغوط، فإننا نقترح عليك ما يلي:
1- الدعاء لنفسك ولأرحامك.
2- تصحيح النية والاحتساب عند زيارتك لأرحامك، وإذا تذكرنا لذة الثواب فسوف ننسى ما نجد من المعاناة والآلام.
3- في حال تضررك من أحد أرحامك احرص على أن تكون الزيارة له قصيرة.
4- تعوذ بالله من شيطان همه أن يغرس العداوات بين الارحام وبين الناس، وقد أخبرنا رسولنا صلى اله عليه وسلم بأن الشيطان يئس أن يعبده المصلون، ولكن رضي بالتحريش بينهم.
5- الأطباء النفسيون منا وفينا، وهم إخوة لنا، وهم مثل غيرهم من الفئات، فيهم المحسن ومنهم من يقصر.
7 - واظب على الأذكار والتلاوة؛ فذلك السبيل إلى الطمأنينة، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
8- اقرأ على نفسك الرقية الشرعية، أو اذهب إلى راق يقيم الرقية على قواعدها الصحيحة.
9- اتق الله في سرك والعلانية، وعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به، وليسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق.
10- عليك بمعاملة الكبير كأنه أب، والصغير كأنه ابن، ومن في سنك كأنه أخ، وتسلح بالمداراة، وهي أن تعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله.
11- استمر في التواصل مع موقعك، واعرض كل ما يضايقك حتى نتعاون في تجاوز ما يؤذي، مستعينين بالله العظيم.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يسعدك ويسعد أهلك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات