هل يوجد مضاد حيوي وهمي لإصلاح الأفكار السلبية؟

0 93

السؤال

السلام عليكم

قرأت في بحث جديد على النت، ونشرته وكالات الأنباء العالمية، أن مضادا حيويا عاديا يمكنه أن يعطل تكون الأفكار السلبية والمخاوف في المخ، وربما يكون مفيدا في علاج اضطراب ما بعد الصدمة والوقاية منه.

وطبقا لما أوردت وكالة "رويترز"، فقد أجرى علماء بريطانيون وسويسريون، تجربة شملت إعطاء 76 متطوعا من الأصحاء مضادا حيويا أو دواء وهميا.

بحسب النتائج، فقد قلة بنسبة 60 في المئة الاستجابة للخوف لدى الذين تناولوا المضاد الحيوي بالمقارنة بالذين أعطوا الدواء الوهمي.

قال العلماء إن المضاد الحيوي واسمه" دوكسي سيسلين" استطاع تحقيق نتائج، لأنه يوقف بروتينات معينة ويمنعها من دخول الخلايا العصبية، ويطلق على هذه البروتينات إنزيمات المصفوفة، ويحتاجها مخ الإنسان لتشكيل الذكريات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعلاجات الوهمية أو ما يعرف بالـ (Placebo) معروفة، والإنسان بطبعه لديه درجة مما يسمى بالاستجابة الإيحائية، وهذه تتفاوت من إنسان لآخر.

الإنسان قوي الشخصية والمتماسك تقل استجاباته الإيحائية، لكن بعض الناس - والذين لديهم لا أقول ضعفا في الشخصية، لكن شيئا من الهشاشة والبساطة في طبيعة التفكير - قد تكون استجاباتهم عالية جدا للبلاسيبو أو ما يعرف بالعلاج الوهمي.

الظاهرة معروفة - أيها الفاضل الكريم - وحتى وجد أن شكل الحبوب أو الأقراص وألوانها وحجمها لها تأثير كبير من حيث النتائج العلاجية حتى وإن كانت تحمل مركبا وهميا وليس علاجا حقيقيا.

ما تحدثت عنه حول هذا المضاد الحيوي ربما يكون صحيحا، والنظرية البيولوجية التي تتكلم عن دور الموصلات العصبية في تسبيب الأمراض النفسية - كالاكتئاب مثلا - أضيف إليها الآن أن هنالك موادا أخرى فيها ما هو معلوم وفيها ما هو غير معلوم على وجه الدقة، والأبحاث ما زالت جارية.

أخي الكريم: الذي ذكر قد يكون صحيحا، لكن من الأفضل أن يعتمد الإنسان على الثوابت الموجودة، حتى تكتمل الصورة العلمية. لا يمكن أن نقول أن هذا المضاد الحيوي مفيد لعلاج الأفكار السلبية والمخاوف - أو غيرها من الأمراض النفسية - إلا إذا خضع الدواء للمعايير العلمية البحثية والعملية المعروفة، بأن يجرب على عدد كبير من المرضى، وأن تكون النتائج متطابقة، وتخضع هذه النتائج للتحليل الإحصائي السليم، وبعد ذلك إن أثبت أن الدواء فعال فسوف يكون مفيدا ولا شك في ذلك، وهذا ليس مستغربا - أيها الفاضل الكريم -.

هنالك دواء يسمى (INH) وهو دواء يستعمل أصلا لعلاج مرض السل الرؤي، وقد تم اكتشافه قبل سبعين عاما في أسكوتلندا، وهذا الدواء لوحظ بعد فترة أنه يحسن المزاج، بجانب أنه يعالج مرض السل، وبعد ذلك حور هذا الدواء وتم اكتشاف واختراع أحد مضادات الاكتئاب، وهذا الدواء ظل فعالا لفترة طويلة، ولكن بعد ذلك سحب تقريبا من الأسواق؛ لأنه وجد أنه قد يرفع ضغط الدم في بعض الأحيان، خاصة إذا تناول الإنسان أطعمة معينة كالأجبان.

فمثل هذه الاكتشافات موجودة، قد تكون عن طريق الصدفة، وقد يكون الدواء لغرض آخر، لكن اكتشف أنه يساعد في علة أخرى، وهكذا تسير الأمور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات