قلق دائم وآلام في البطن عند ركوب الباص.. أفيدوني

0 81

السؤال

السلام عليكم.

قبل حوالي سنة أصبت بآلام في البطن، ونوبات إسهال تأتيني خصوصا في الباص وأنا ذاهب للعمل، حيث المسافة حوالي ساعة ونصف ذهابا فقط، ذهبت إلى كثير من الأطباء، وكان تشخيصي جرثومة والتهابات المعدة.

بعد العلاج ظل الخوف الشديد والقلق يأتي كلما ركبت الباص، مع ضيق في التنفس وتسارع ضربات القلب واضطراب المعدة، والحاجة إلى دخول الحمام؛ مما يؤدي إلى نزولي من الباص وعدم الذهاب للعمل.

أثر كثرة الغياب والإجازات المرضية في أداء عملي ونزل وزني بشدة، حيث صرت أخاف من الأكل حتى أنني أفكر في ترك العمل بسبب تلك المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحسب الأعراض الواردة في الاستشارة فإنك تعاني أثناء ركوب الباص من ضيق بالنفس, وتسارع بدقات القلب, واضطراب بالمعدة والشعور بالحاجة لدخول الحمام, وهذا يدل على حالة من القلق والتوتر ونوبات الهلع أو الخوف ( panic attack ), وينصح في هذه الحالة بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية لوصف العلاج المناسب, حتى لا تؤدي هذه الحالة للتاثير على عملك.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد مازن استشاري باطنية وكلى، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي والإدمان.
++++++++++++++++++++
أسأل الله لك العافية -أخي الكريم-.
هنالك روابط قوية جدا ما بين الحالة النفسية للإنسان ووظائفه الجسدية، الأعراض التي تظهر عندك هي أعراض جسدية مائة في المائة، وذلك حين تركب الباص، هذه التخصصية أي ظهور هذه الأعراض في وقت معين وفي ظرف معين دليل على وجود استثارة نفسية معينة هي التي تؤدي إليها، وهذه الاستثارة هي نوع من القلق أو الخوف، وقد أوضح لك ذلك الأخ الدكتور محمد مازن، وأعراضك بهذه الكيفية نسميها نفسوجسدية، أي هي أعراض جسدية لكن منشئها نفسي، وهذه يا أخي يجب أن تطمئن إنها ليست مرضا.

لكنها قطعا ظاهرة وظاهرة مهمة ما دامت سببت لك التجنب والذي ظهر في شكل غياب من العمل ومحاولة الحصول على إجازات مرضية متكررة، الخوف من هذا النوع ربما يكون مكتسبا قد تكون مررت بتجربة معينة في أثناء الطفولة مثلا، أو انشغلت بحادث سيارة أو حادث باص أو شيئا من هذا القبيل وهذه تظل مشفرة ومخزنة على مستوى العقل الباطني وتظهر في شكل مخاوف، والذي يظهر لي أيضا أنه لديك ميول عام لنوبات القلق والخوف، وهذا أيضا ليس مرضا، وهذه الأعراض تختفي تدريجيا بمرور الأيام والزمن؛ لأن الشيء الطبيعي هو أن الإنسان يصل إلى مرحلة من النضوج التطوري التي تؤهله لمواجهة هذه المخاوف، والآن أنصحك بتجاهلها تماما، وعدم تجاهل ركوب الباص، بل أكثر من ذلك التجنب والابتعاد يزيد من الخوف والوسوسة، والمواجهة تؤدي إلى قلق وخوف في بداية الأمر، لكن بتكرارها يحصل نوع من الإغمار أو الإطماء الذي يجعل الإنسان متعودا جدا على الوضع الذي كان يتخوف منه مما يزيل الخوف تماما، فأنا أنصحك بالمواجهة وأنصحك أن تكثف من أنشطتك الاجتماعية؛ لأن هذا النوع من الخوف أيضا مرتبط بما نسميه بالخوف الاجتماعي في بعض الأحيان.

وإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا أمر جيد وإن لم تتمكن يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأفضل دواء هو عقار سبرالكس يدعم بجرعة دواء آخر يعرف باسم دوجماتيل، جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بـ نصف حبة أي 5 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة كاملة أي 10 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى 20 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية بأن تجعل جرعة الدواء 10 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك جرعة التوقف التدرجي، وهي أن تنقص الجرعة وتجعلها 5 مليجرام أي نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، السبرالكس دواء رائع وهو سليم، وليس له آثار جانبية غير أنه فقط ربما يفتح الشهية نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر قليلا القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة أو الذكورة أو الإنجابي عند الرجل.

الدواء الآخر وهو الدوجماتيل دواء مساعد ومفيد جدا، وليس له آثار جانبية حقيقية، الجرعة بسيطة وهي 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات