السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
كنت أعاني من وسواس الأمراض وتشافيت منه، ولكن بعد أربع سنوات انتشر في بلادي مرض الكوليرا، وأنا عامل نظافة، فأصبت بوسواس المرض فصرت أغسل يدي كثيرا، وبعد أيام تساقط شعري، ذهبت للطبيب، فأخبرني أن الأمر عادي، وأن شعري سينمو، وفعلا تعالجت من تساقط الشعر.
لكني صرت أوسوس أن شعرة سقطت في عيني، ونظري أصبح ضعيفا، فصرت أركز على الحروف الصغيرة، وصرت أخاف من أي تشويش، وصرت أتوهم أني سأفقد بصري، وأصبحت أركز على أضواء السيارات واللافتات البعيدة، وأبحث في الإنترنت عن كيفية التأكد أن بصري سليم.
أصبحت في دوامة هلع من فقداني للبصر، وأفكار سوداء حول العمى.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوسواس القهري هو تسلط فكرة معينة على الشخص، تتكرر باستمرار، لا يستطيع مقاومتها، وتحدث له قلقا وتوترا، وتستمر لفترة، وأحيانا تتغير الأفكار، فكرة الوسواس نفسها تتغير، ولكن يبقى الوسواس واحد، وهذا ما حصل معك – أخي الكريم – تخلصت من فكرة الأمراض ولكن ظهر الوسواس الآن في شكل آخر، ظهر أولا في شكل النظافة، ثم الآن في شكل النظر وفقدان البصر، وهذا يعني أن الوسواس لم تشف منه تماما، بل رجع في صورة أخرى، وهذا أيضا من الأشياء الشائعة في الوسواس القهري، فقد يخف، وقد يتوقف، وقد يرجع مرة أخرى.
فإذا – أخي الكريم – الآن تحتاج لعلاج الوسواس، لأنه صار يؤرقك، وصار يسبب لك ضيقا وتوترا، والعلاج إما أن يكون علاجا دوائيا، أو علاجا نفسيا، والأفضل في الوسواس القهري الجمع بين العلاجين: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الدوائي.
وهناك أدوية كثيرة تنفع في علاج الوسواس، من ضمنها الـ (فافرين) أو الـ (أنفرانيل) أو الـ (باروكستين) أو (سيرترالين)، ويستحسن أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي.
فإذا – أخي الكريم – تحتاج لعلاج الوسواس القهري – كما ذكرت – والأفضل أن تجمع بين الدواء والعلاج النفسي حتى ترتاح نهائيا من هذا الوسواس وتعيش حياة هادئة ومطمئنة.
وفقك الله وسدد خطاك.