السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم..
هناك شاب يدرس معي في المدرسة، دائما يحاول أن يكلمني وأنا لا أتكلم مع الفتيان ولا أستطيع أن أكون علاقات غير شرعية، لكن الذي لم أفهمه من هذا الولد هو محاولاته للتحدث معي في القسم لكني لا أرد عليه، في بعض الأحيان أجاوبه قدر الجواب، لكن بعد أيام قام هذا الفتى بالحديث معي داخل القسم وقال لي: "أرني بيتك لآتي لخطبتك" لكني لم أستطع أن أجاوبه وشعرت بالذنب حتى بكيت من هذا الكلام لأن هذا ليس الوقت المناسب لهذا الكلام.
مع العلم أن هذا الشاب مصاحب عدة فتيات، لكن ما شغل دماغي لماذا لم يقل هذا الكلام لغيري؟ ولماذا يصر على ملاحقتي والتحدث معي رغم أن له صديقات؟ مع العلم أنه لم يتحدث معي بأمور العواطف أو أشياء أخرى، ولحد الآن ما زلت أفكر في السبب، ماذا علي أن أفعل لأنسى ما حدث معي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فحق لنا أن نفرح بفتيات يحرصن على طاعة الله ويرفضن الخروج عن معاني الحشمة والوقار ويرغبن في طاعة العظيم الجبار، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من الصالحات، ولا شك أن الشاب العاقل لا يرضى إلا بصاحبة الحياء، وحتى لو أنه تكلم مع الفتيات وجامل الغافلات فإنه لا يرضاهن أمهات لعياله وأمينات على بيته؛ لأن التي كلمته وضاحكته من وراء أهلها ودون خوف من ربها يمكن أن تكرر الخيانة مرات ومرات.
ولا مانع من إخبار الشاب بمنزلكم وبوالدك وإخوانك، وعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ومن حقك بعد ذلك أن تقبلي أو ترفضي، والأفضل أن تطلبي فرصة حتى تتمكنوا من معرفة أسرته ومدى التزامه وقدرته على تحمل المسئولية، واحرصي على مشاورة محارمك بعد استخارة من بيده الخير سبحانه، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
ولا غرابة في تصرف هذا الشباب، وقد وجد فيك ما يدعوه لطلب يديك، والشباب يحترمون الفتاة المؤدبة صاحبة الحياء التي لا تكلم الرجال، ويحتقرون من دواخلهم من تقدم التنازلات وتشاركهم بالضحك والغفلات، ولن يتحدث معك إلا حديث المؤدب؛ لأن الفتاة هي التي تدفع الشباب للانحراف بتصرفاتها أو تجبره على احترامها بعفتها وحجابها، ولذلك كان من لطائف الإشارات تقديم القرآن للزانية على الزاني عند قوله تعالى: (( الزانية والزاني فاجلدوا ))[النور:2] في حين أنه في أمر السرقة قدم الرجال فقال والسارق والسارقة فاقطعوا، فالمرأة هي التي تشجع على الزنا، والرجل هو الذي غالبا يغامر ويقتحم المخاطر ليسرق.
والمرأة لا تكلم الرجال إلا للضرورة وفق الضوابط الشرعية الواردة في قوله تعالى: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا، فلا تكسر أو تغنج ولا زيادة في الكلام عن المطلوب، وأن يكون الكلام معروفا وطاعة لله.
ونحن لا نشجع التأخير في أمر الزواج إذا جاء الشاب المناسب وخير البر عاجله، ونحن في زمن الفتن الكثيرة.
وأرجو أن تحافظي على وقارك وابتعدي عن مواطن الرجال، ولا تكلميهم إلا للضرورة القصوى، ووقف الضوابط المذكورة أعلاه.
والله ولي التوفيق والسداد!