ابنتي ليست مصابة بالصرع.. فكيف يمكنني معرفة تشخيص حالتها؟

0 140

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة 2380196، سألتكم بخصوص ابنتي، فقلتم أنه صرع، لكن أعراض الصرع التي ذكرتم لا تعاني منها ابنتي إطلاقا، بل تعاني مما ذكرت فقط، كما أنها لا تفقد وعيها وتبقى تبكي في تلك الحالة من نصف ساعة إلى ساعة أو أكثر، لا خمس أو خمس عشرة ثانية مع احترامي لتشخيصكم، وأما الكدمة فلا أظنها من فعل ابنتي، لأني أمسكها بيدي وأرقيها إلى أن تهدأ.

أليس من الخطر عرضها على طبيب مخ وأعصاب وعلاجها بتلك الأجهزة وهي عمرها سنة وتسعة أشهر؟ كيف أتعامل مع عنادها وعصبيتها؟ لم تمرض منذ ستة أشهر، ولا أعلم هل شفيت أم لا؟ ما هي أدوية الخجل المرضي المناسبة للمرضع والمتوفرة في المغرب؟

سامحوني على كثرة أسئلتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي الواقع فإن الوصف أحيانا يكون غير واضح وموجزا وبكلمات غير دقيقة، وهذا ما يؤدي إلى حالة من اللبس وسوء الفهم، ولذلك قلنا لك يجب تصوير ما يحدث بالكاميرا وعرضه على الطبيب الأستشاري ليرى ما إذا كانت الحركات والنظر بعيدا له علاقة بحالة التشنجات البسيطة من عدمه، ولا يتم وصف أدوية للأطفال إلا بعد تأكيد التشخيص، خصوصا في الأمراض المزمنة.

وفي الاستشارة وصفنا تلك الحالة من التشنجات، وقلنا أن المرض يتميز بنوبات صغيرة من الغيبة وفقدان الوعي، مصحوبة بتوقف مفاجىء عن الإدراك، بالإضافة إلى بعض الأعراض مثل الحملقة أو Staring وعض الشفتين ورفرفة الجفون، وحركات في الفك تشبه المضغ، وحركات في إحدى أو كلا اليدين، وتستمر النوبة من 5 إلى 15 ثانية، وتتوقف فجأة كما جاءت فجأة، وتحدث النوبات للأطفال في حال سكونهم، أو كون الطفل متعبا أو غير سعيد أو متملل، ويتم التشخيص من خلال التاريخ المرضي، ومن خلال رسم المخ الكهربائي، ومن خلال الأشعة المقطعية.

وفي حال عدم وجود تلك الأعراض فهي بعيدة تمام البعد عن مرض التشنجات Childhood absence epilepsy، ومع التوضيح الأكثر لمعنى الحركات بالقدمين، نظن أن الحالة شيء من الاعتراض الشديد على طلب لم ينفذ يلجأ إليه الأطفال لجني بعض المكاسب من الوالدين، فيدخل الطفل في نوبة من البكاء الشديد قد تطول لأكثر من نصف ساعة، مع الترفيس وحركات بالقدمين في الأرض اعتراضا على رفض طلبه، مع الاستعداد للتوقف عن تلك الحركات فجأة إذا تم تنفيذ ما يريد.

والتعامل مع تلك الحالة ليس منفردا، ولكن يجب أن تكون حالة نظام في البيت، فليس معقولا أن تعيش الطفلة حالة من التدليل المفرط في أوقات، مع تنفيذ كل ما تطلبه ثم الرفض بدون مبرر -كما ترى الطفلة ومن وجهة نظرها- فيجب أن نتكلم مع الطفلة كثيرا، وأن نكون قدوة في البيت، فمثلا لا يصح وضع الحلويات في كل مكان في المنزل، ثم فجأة نمنعها من تناولها لأنها مضرة بالصحة، وإذن لما لم تكن مضرة بالصحة بالأمس والأسبوع الماضي عندما كان المنزل مليئا بالحلويات.

المقصد يجب تعليم الأطفال بالقدوة وبالحوار، وأن تقولي لها إذا توقفت عن البكاء والصراخ فقد نفكر فيما تطلبين، ولكن إذا استمر البكاء فلن تحصلي على شيء، مع تركها تصرخ قليلا، مع عدم الاكتراث بذلك، ولكن مع الحوار لكي تأخذ فرصة في التراجع عن ذلك الفعل، ثم إعطاؤها مثل كتيب ألوان أو لعبة صغيرة.

وفي الخلاصة يجب إعطاء الطفلة غذاء صحيا، وفحص صورة الدم؛ للتأكد من عدم وجود فقر دم، مع ضرورة إعطائها 5 نقط فيتامين D أي ما يعادل 500 وحدة دولية.

ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية، والسؤال الأخير يحتاج إلى مزيد من التوضيح، وهل هو متعلق بالطفلة أم بالأم؟ وماذا تقصدين بالخجل المرضي؟

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات