أختي عصبية منذ الصغر وكثيرة البكاء، فما الحل لمشكلتها؟

0 108

السؤال

السلام عليكم.

أختي عمرها 15 سنة، أصغر مني بخمس سنوات، منذ ولادتها قال الأطباء أن لديها مشكلة في الأعصاب، وفعلا ظهر ذلك مع الوقت حيث أنها عصبية جدا، فمنذ كانت طفلة رضيعة وهي كثيرة البكاء، تبكي ليلا ونهارا حتى تتعب، ثم تعاود البكاء، واستمر هذا الوضع لمدة سنتين.

عندما بدأت تتعلم الكلام والمشي كانت دائمة البكاء، لأي سبب بسيط تستمر في البكاء لمدة طويلة قد تصل لساعات، وقد مزحت معها خالتي بوضع لون أحمر على أصبعها وقالت إنه دم، فبدأت في البكاء، كانت تبكي لمدة طويلة وليست مثل الأطفال العاديين، وفي فترة دخولها للمدرسة كانت عنيفة مع الأطفال، كثيرة المشاكل وثرثارة.

أنها ليست مثلنا، إنها حساسة جدا، فهي تغضب وتحمر عينيها ثم تبكي عند أي نقاش أو سوء تفاهم، ثم تترك لتبقى وحيدة، أو تذهب إلى أمي، وعندما تشاهد التلفاز تركز فيه بجميع حواسها لدرجة أننا نكلمها ولا تسمعنا حتى نخاطبها باسمها.

في دراستها لم تكن تحصل على علامات جيدة، لذلك تركت المدرسة في مستوى الثالث الإعدادي، لأنها أعادت السنة بسبب الامتحانات، وبسبب طبيعتها العصبية والعاطفية، والآن بدأت تتعلم الخياطة، وتعاني من المشاكل مع الناس، وتصبح عصبية إذا لم يفهمها أحد، وتبدأ في البكاء عند العصبية.

في صغري لم أتفهم، وكان هناك الكثير من المشاكل بيننا لدرجة أنها كانت تكرهني، والآن أفهمها وأحاول التخفيف عنها، كما أنها هادئة ولا تحب الشجار والمشاكل.

عندما تغضب تشعر بألم خفيف في الرأس جهة العينين، فهل هذه مشكلة أم أنه طبيعي؟ لأنني خائف على مستقبلها الأسري ومع المجتمع، هل يوجد دواء لمشكلتها او لعواطفها؟ هل الدواء قد يتسبب في تغيير شخصيتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك، وأسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

الطريقة الصحيحة في مثل هذه الحالات أن يتم تقييم هذه الفتاة بواسطة مختص في الطب النفسي أو أخصائي نفسي، وذلك لتحديد معالم شخصيتها ومستوى مقدراتها المعرفية وذكائها، فإن كان بالإمكان ذلك فأرجو أن تذهبوا بها إلى أحد المختصين ليتم تقييمها، ومن ثم توضع الإرشادات السلوكية والنفسية المطلوبة.

وإذا كان هذا ليس ممكنا، فأقول لكم: أنه بالفعل هنالك تباين واختلاف بين الناس فيما يتعلق بسلوكهم وطباعهم، وهذا قد يبدأ في فترة الطفولة المبكرة، بعض الأطفال لديهم الميل للبكاء لأقل الأسباب، وبكل أسف هذا السلوك الخاطئ ربما يدعم من قبل الوالدين من خلال الاستجابة لأي شيء يطلبه الطفل أو إرضائه بأي وسيلة حتى لا يبكي، وحتى إن كانت هذه الوسيلة خاطئة، فهنا يحدث نوع من التعليم والتعلم السلوكي الخاطئ، وبهذه الكيفية يزداد البكاء والصراخ والعويل عند الطفل.

هذه الفتاة -حفظها الله- بدأ عليها الآن بعض بوادر التحسن وهذا أمر جيد، وأنا أرى أنها سوف تتحسن تلقائيا مع مرور الأيام، حيث أنها مقدمه على مراحل النضوج المختلفة.

ويمكن مساعدتها من خلال أن تعطى مسؤوليات داخل البيت، أن نعطيها شيئا من الاعتبار، أن لا نجعلها مهمشة، بإعطائها المسؤوليات داخل البيت كأن تبدأ في بعض أعمال المطبخ مع الوالدة، أن ترتب خزائن الملابس مثلا، تشارك في النظافة، كل ما يتعلق بالمنزل وإدارته والحياة اليومية هذا سوف يعطيها اعتبارها ويمتص طاقاتها السلبية، ويعطيها الكثير من الثقة في نفسها، ومن خلال التشجيع والكلمة الطيبة والتحفيز أعتقد أنها يمكن أن تتغير كثيرا.

وبما أنها تركت المدرسة لا بد أن نبحث لها عن وسائل تعليمية بديلة، مثلا إذا ذهبت إلى أحد مراكز تدريس القرآن وتعلمه وحفظه، هذا قطعا سوف يفيدها، يساعد في بناء شخصيتها، البيئة التي حولها قطعا سوف تكون بيئة طيبة، وهذا أيضا يؤدي إلى التعلم الإيجابي الذي ينتج عنه تغيرا كبيرا في السلوك.

ومن الأفضل دائما أن نعلمها كيف تعبر عن نفسها، أن لا تلجأ إلى الكتمان أبدا، لأن الكتمان في الأمور التي لا ترضي الإنسان يؤدي إلى احتقانات داخلية كثيرة تؤدي إلى انفعالات سلبية شديدة، أيضا إذا تدربت على بعض الممارسات الرياضية المختلفة كرياضة المشي مثلا، أو رياضة نط الحبل أو شيء من هذا القبيل، هذا سوف يساعدها، لأنه يمتص الطاقات السلبية لديها ويولد لديها طاقات إيجابية، أن نحرص أن تكون هذه الفتاة حريصة على الصلاة وتؤديها في وقتها، وأن نقص عليها بعض القصص الجميلة عن الصحابيات و-بفضل الله تعالى- تاريخنا حافل وغني جدا بأمثلة عظيمة من حياة الصحابة والصحابيات، أن نذكرها دائما بأن الإنسان يتبدل ويتغير، و-إن شاء الله تعالى- أمامها أياما طيبة، وأن نعطيها دائما الثقة في نفسها، ولا نكون انتقادين ولا انتقاصين لها، وأن نحمل لها البشريات دائما، قطعا سيكون ذو عائد ومردود نفسي عظيم عليها.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات