أعاني من الاكتئاب وما زلت أتناول الأدوية دون جدوى، ماذا أفعل؟

0 192

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم كل الشكر على هذا الموقع، وأنا متابع لكم منذ سنوات، ولا أثق بغيركم من المواقع، لما أجده منكم من صدق وأمانة ومخافة الله -عز وجل- وحرصكم على خدمة الناس جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا رجل عمري ٣٧ سنة، متزوج منذ ١٢ عاما -ولله الحمد- عندي ولدان وبنت، وملتزم دينيا وناجح بعملي وعلاقاتي الاجتماعية -من فضل الله-.

لكن في عام ٢٠١٥ انتقلت مع أسرتي للعيش في بيت جديد، ولم أرتح به على الإطلاق، لا أعرف ما السبب؟ وأصبت بحالة حزن وكآبة لمدة عام لم يسبق أن مررت بها مما أثر على علاقتي بزوجتي، واضطررت لمراجعة طبيب نفسي لأنني متأكد أن الموضوع نفسي، وبعد فهمه للحالة قال لي أنها حالة اكتئاب، وصرف لي علاج فالدوكسان ٢٥ ملغم مرة واحدة عند النوم لمدة ٦ شهور، وتم زيادتها ٦ شهور أخرى، وخلالها كانت الأمور -لله الحمد- بألف خير.

قمت بإيقاف العلاج بشكل تدريجي على مدار شهر بشهر ٢٠١٧/١٢، وبعد إيقاف العلاج بثلاث شهور ولأول مرة بحياتي أصبت بحالات هلع مفاجئة، أزعجتني وأخافتني، مما اضطرني للعودة للطبيب ذاته، وأشار علي بالرجوع لاستخدام الفالدوكسان مرة أخرى لمدة ٦ شهور، وأنا الآن على وشك إيقاف العلاج بعد شهر تقريبا، علما أنني مغترب منذ سنة عن عائلتي للعمل خارج البلاد، وغير مرتاح نفسيا بسبب الغربة، علما أنني سوف أستقدمهم خلال أشهر -إن شاء الله-.

أسئلتي لحضراتكم هي:
١- هل متوقع عودة المرض بعد إيقاف الفالدوكسان؟

٢- هل يوجد خلل بالجرعة أو بالعلاج مما أدى لعودة المرض؟

٣- هل أستخدام الفالدوكسان لسنوات له أضرار على المدى الطويل؟

علما أنني لا أعاني من أي مرض غير ذلك -ولله الحمد-.

راجيا كل الرجاء إعطاء الموضوع أهمية، شاكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك -أخي- على ثقتك في الشبكة الإسلامية وعلى كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، رسالتك قطعا -أخي الكريم- وجدت الاهتمام التام من جانب العاملين في الشبكة الإسلامية، وبعد تدارسي لها أود أن أنقل لك بشرى أن موضوعك بسيط -أخي الكريم- كل الذي يهيمن عليك هو ما نسميه بالقلق التوقعي الافتراضي -ويا أخي- هذا يجب أن لا يشغل الإنسان، أنت الآن بخير واستجبت لجرعة صغيرة جدا من الفالدوكسان، والدواء دواء سليم ودواء فاعل حتى لو تناولته لستة شهور أخرى أو لسنة أخرى لن يكون هنالك أي ضرر -أخي الكريم- فلا بأس في ذلك أبدا.

إذا أن تكون حسن التوقعات، وأن تكون متفائلا هذا أمر ضروري جدا، وحياتك حياة طيبة وأسرتك سوف تحضر لتعيش معك، وأراك الحمد لله تعالى أمورك مرتبة تماما فعليك بالتفكير الإيجابي دائما، وأن تحسن إدارة الوقت، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر، وأن تمارس بعض التمارين الاسترخائية -أخي الكريم-، -والحمد لله تعالى- أنت رجل حريص على صلاتك وملتزم بدينك وهذا -إن شاء الله تعالى- يجلب لك خيري الدنيا والآخرة، عليك بالعلاقات الاجتماعية الرسينة أيضا مهمة جدا.

أخي الكريم: لأجيب على أسئلتك تحديدا، هل متوقع عودة المرض بعد إيقاف الفالدوكسان؟ أنا لا أتوقع ذلك حقيقة يا أخي ولا أريد أن أطمئنك دون أسس، الذي أتوقعه هو أنك سوف تتوجس بعض الشيء وتراقب نفسك كثيرا، هل سوف تنتكس أم لا، ولا أريدك أن تفعل ذلك حقيقة، ولنضمن -إن شاء الله تعالى- أن الأمور على خير أرجو أن تتوقف عن الفالدوكسان بالتدريج، بعد أن تكمل المدة التي ذكرها لك الطبيب أجعل الجرعة حبة يوما بعد يوم لمدة شهرا ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرا آخر ثم توقف عنه، وكثف البدائل العلاجية كالرياضة مثلا، حسن إدارة الوقت -كما ذكرت لك- التواصل الاجتماعي، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تجعلك في وضع نفسي طيب، ولا تراقب نفسك، الإنسان لا يراقب نفسه إلا في طاعة الله، أنا أعتقد أن مشكلتك القلق التوقعي هذا أضرت بكثير من الناس.

بالنسبة لموضوع هل يوجد خلل بالجرعة، لا الجرعة هي جرعة صغيرة العلاجية، لأن الفالدوكسان يمكن أن يعطى حتى 50 مليجراما، لكن 25 مليجراما تعتبر جرعة علاجية وكانت استجابتك لها ممتازة جدا، السؤال الثالث: هل الاستغناء عن الفالدوكسان لسنوات له أضرار؟ لا، ليس له أي ضرر لأنه دواء سليم، فقط الإنسان يحتاج أن يجري الفحوصات الطبية العامة، ومعرفة وظائف الكبد في بدايات العلاج مهمة، لأن 2 إلى 3% من الناس قد يؤدي الفالدوكسان إلى ارتفاعا في أنزيمات الكبد وهذا يحدث في الست أسابيع الأولى من بداية العلاج، وإذا حدث شيء من هذا يجب أن يتم التوقف عن العلاج، أما بعد ست أسابيع من بداية العلاج فالفالدوكسان لا يؤثر على الكبد أبدا، لكن دائما أنا أقول أي إنسان يتناول أدوية لفترة طويلة حتى وإن كان البنادول يجب أن يجري الفحوصات المختبرية الروتينية على الأقل مرة في السنة.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات