السؤال
السلام عليكم
قبل عدة سنوات عانيت من الأرتكاريا لفترة تذهب وتعود بعد شهور طويلة بدون أسباب واضحة، هذه السنة عادت بشكل قوي جدا نظرا للضغط النفسي، والتفكير بموضوع ما، بعد ذلك انتهى الأمر وعادت الأمور لطبيعتها، والأرتكاريا في ازدياد ليلا ونهارا.
ذهبت لطبيبة جلدية، وقالت: يمكن أن يكون جرثومة معدة، وعملت تحاليل شاملة وظهرت النتيجة -الحمد لله- سليمة، لا توجد جرثومة، فقط قصور بسيط جدا بالغدة الدرقية، يكاد لا يكون موجودا حسب كلام الطبيبة، ولا يوجد سبب داخلي للأرتكاريا، قد تكون نفسية، أو بدون سبب.
وأعطتني حبوبا لمدة شهر، وشراب لمدة شهرين، تحسنت -بفضل الله-، بعدها انتهى العلاج وعادت لي بشكل مضاعف ليلا ونهارا، لا أرتاح من الشرى والحكة، والإحساس بالوخز، فما العلاج برأيكم؟
دعواتكم لي بالشفاء، فالأرتكاريا قطعة من العذاب والحمد لله على كل حال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعلم وأقدر معاناتك، ولكن لا بد أن تعلمي طبيعة المشكلة التي تعاني منها حتى تستطيعي التعامل معها بشكل جيد، وأن تستخدمي العلاج المفيد بشكل آمن وفعال ومنتظم ولفترات طويلة، لأن مشكلة الارتيكاريا التي تعاني منها من خلال الوصف هي من النوع المزمن والذي يلازم المريض فترات طويلة، وفي الغالب لا يكون هناك سبب لها، ويجب اختيار العلاج المناسب الذي يسيطر على الأعراض المذكورة بشكل حقيقي، ثم تستمرين عليه لفترة مناسبة.
والكثير من الأمراض في كافة التخصصات لا يوجد سبب حقيقي لها يمكن تجنبه أو علاجه جذريا، وإنما يكون العلاج للسيطرة على الأعراض ومنع المضاعفات، ومن الممكن في أحوال كثيرة أن تختفي مشكلة الأرتيكاريا بعد فترة فتفائلي خيرا -إن شاء الله-.
فمرض الأرتيكاريا أو الشرى في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى.
في الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن.
ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الأول الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة: (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي) أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.
النوع الثاني المزمن: يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا، وأتصور أن هذا هو النوع الذي تعانين منه.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية، ونحمد الله أنك قمتي بعمل فحوصات شاملة تحت إشراف الطبيب ونتائجها كانت سليمة باستثناء القصور البسيط بالغدة الدرقية، والذي يجب علاجه بواسطة طبيب الغدد الصماء.
توجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد نحو خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.
قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الارتيكاريا في آن واحد، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا بصفة عامة يكون بوصف بعض مضادات الهستامين H1 من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرض، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، وقد يصف الطبيب علاجات أخرى من بعض الفئات الأخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرتيكاريا عند اللزوم ولكن بعد استخدام الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح المتعارف عليه علميا.
أنصح بالمتابعة مع طبيبك المعالج، والاستمرار على مضادات الهستامين التي حققت نتيجة طيبة لفترة أطول، ومراجعة الطبيب بشكل دوري للوقوف على أي متغيرات وعمل ما يلزم.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.