السؤال
السلام عليكم
أخي يعاني من الذهان منذ سنة وثمانية أشهر، تلقى العلاجات لنحو 10 شهور، ثم أوقفها دون استشارة الطبيب، وقد عادت أعراض أخف للمرض منذ أسبوع تقريبا.
بعد بدء العلاج أصبح يعي ما حوله بصورة تامة، لكنه لا يزال يعاني من التوتر الشديد، هل يجب الرجوع للطبيب لزيادة الجرعة؟
الجرعة الحالية أقل من السابقة، رغم أن زيارة الطبيب من الممكن أن تزعجه، فهو لا يحبذ أن ننظر إليه على أنه مريض، وهل من السليم تركه يمارس حياته بصورة طبيعية، والخروج من المنزل والعودة وحده، وانضمامه إلى دورة تدريبية لشغل وقته؟ وكيف التعامل معه بصورة عامة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مثاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لأخيك هذا العافية والشفاء، وأشكرك على الاهتمام بأمره.
الذهانيات متعددة حقيقة، وفيها ما يتطلب العلاج لفترة طويلة، ولا بد للمريض بعد الشفاء أن يتناول جرعة وقائية، وفيها أنواع من الذهانيات قد لا تحتاج للعلاج لمدة طويلة.
عموما: هذا الأخ ما دامت الأعراض قد عاودته حتى ولو لدرجة خفيفة – وهذه نعتبرها هفوة وليست انتكاسة – أرى أنه يحتاج لمواصلة العلاج، و(قطعا) لمقابلة الطبيب.
أرجو أن تعطوه دائما رسائل إيجابية، وأن تطمئنوه، وأن تعطوه الاعتبار اللازم، هذا يعزز الثقة للمريض في نفسه وفي من حوله، ويتعاون مع العلاج أكثر.
اشرحوا له بكل ود وتقدير أهمية مراجعة الطبيب، وإن شاء الله تعالى حين يذهب إلى الطبيب ويبني على قاعدة علاجية ممتازة معه سيعرف أهمية المتابعة، وسيتناول الدواء.
إن وجدتم صعوبة في إقناعه أعتقد أنه يمكن أن يستعمل الدواء السابق؛ إذا كان لديكم مخزون منه، وبعد أن تتحسن حالته ويزيل عنه التوتر الشديد هنا يمكن أن يقنع بأن يذهب إلى الطبيب.
عموما: من المهم جدا أن يعالج هذا الأخ، وأرجو ألا يترك على حالته الراهنة.
أخي الكريم: الحمد لله تعالى الآن توجد علاجات ممتازة ومتعددة، وحتى الذين لا يتعاونون مع العلاج أو يرفضونه يمكن أن تعطى لهم إبر، هنالك أنواع من الحقن العلاجية التي تعطى في مدد متفاوتة، بعضها يعطى كل أسبوع، وأنواع أخرى لكل أسبوعين، وأنواع ثالثة لكل شهر، والآن هناك أحد شركات الأدوية تسعى لأن تنتج دواء يعطى في شكل إبرة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وهذا سيختصر الطريق تماما.
أخي: بجانب العلاج الدوائي هذا الأخ يحتاج لعلاج تأهيلي، كما ذكرت لك: أن نعطيه اعتباره، أن نجعله يشارك في القرارات الأسرية، أن نشجعه على العمل، الاهتمام بنظافته، الاهتمام بالصلاة في وقتها، التواصل الاجتماعي.
هذا كله علاج تأهيلي مهم جدا، ويجب أن يكون التعامل معه بالكيفية التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.