السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من سرعة خفقان القلب وتباطئه، حيث تكون عدد الضربات 90 نبضة في الدقيقة الواحدة، وغير منتظمة، مع الإحساس بدوخة ووجع في الرجلين، مما يسبب لي ازعاجا كبيرا، ويحصل لي هذا الشعور عندما أتعرض لموقف محرج أو عندما أتذكر موقفا محرجا حصل لي، أو عند الخوف من مواقف اجتماعية يكون فيها التركيز موجه علي، مثل التحدث أمام جمهور، أو حتى لأسباب بسيطة مثل انتظار رسالة من شخص مهم أو مسؤول.
علما بأني شخصية اجتماعية جدا، ليس مع المقربين فقط، ولكن أتعرف على ناس جدد، ولا أخشى الاختلاط بمن حولي، ولا أتجنب المناسبات أو مواجهة الناس.
ظننت أنه علي كسر الحاجز والتحدث أمام جمهور من الناس حتى يذهب هذا الشعور، وفعلتها أكثر من 3 مرات، وأيضا أحاول المشاركة في النقاشات داخل الفصل باستمرار.
لكن الشعور لم يزل، وأشعر بالخفقان والدوخة قبل كل مرة يتوجب علي التحدث فيها أمام الجميع، وبعدما تحصل لي الدوخة أشعر بالإنهاك والتعب جسديا وعدم التوازن، وقد تعبت من كثرة المقاومة، ومن عدم انتظام ضربات قلبي.
أرجو منكم مساعدتي، وبارك الله بكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فخفقان القلب وسرعته والشعور بالدوخة – خاصة في المواقف الاجتماعية – دليل على وجود قلق مخاوف ذي طابع اجتماعي، وحالتك -إن شاء الله- من الحالات البسيطة، والقلق والخوف لا شك أنه مكتسب، يعني أنه قد يكون نتج من تجربة سابقة تعرضت فيها لموقف كان فيه شيء من الخوف، وقد لا تتذكري مثل هذه الحوادث لكنها تكون مخزونة على مستوى العقل الباطني.
أيتها الفاضلة الكريمة: التوجه الطبي الرصين يقتضي أن تذهبي وتقابلي طبيبا، طبيبة الرعاية الصحية الأولية مثلا أو طبيب الأسرة، وذلك من أجل إجراء فحوصات عامة، حيث إن بعض الحالات العضوية – كفقر الدم وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية – ربما تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وشعور بالدوخة.
فإذا التأكد من صحتك الجسدية مهم، هذا بالرغم من قناعتي التامة أن حالتك نفسية في المقام الأول، لكن – كما ذكرت لك – الرصانة والممارسة الطبية الصحيحة تتطلب أن يتأكد الإنسان من صحته الجسدية.
بعد ذلك إن تمكنت من الذهاب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكني أقول لك: أنت محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، شاوري أهلك حول هذا الموضوع، ومن أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يسمى (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار آخر يسمى (إندرال).
وعلى النطاق العام: التمارين السلوكية تتطلب أن تمارسي رياضة، وأن تمارسي تمارين للاسترخاء، الاسترخاء من خلال تمارين التنفس المتدرج، ومن خلال قبض العضلات وشدها ثم إرخائها وإطلاقها، مع التأمل الإيجابي، هذا علاج جيد.
أيضا عبري عن نفسك، ولا تكوني كتومة، حاولي دائما أن تنظمي وقتك، وأن تتفاعلي وتتواصلي مع صديقاتك، ويا حبذا أيضا لو انخرطت في أي نشاط ذي طابع اجتماعي: الانضمام لجمعية خيرية، الذهاب لمراكز تحفيظ القرآن، هذا كله يجعلك عرضة لما نسميه (العلاج عن طريق التعريض مع منع الاستجابة السالبة)، وهذه الحالات تتحسن تلقائيا.
حسن إدارة الوقت مهم جدا، والنوم الليلي المبكر مهم جدا، وأن تهتمي بغذائك؛ هذا أمر ممتاز، ولا تتركي مجالا للفراغ، وعلمي نفسك أيضا أن تطوري مهاراتك الشخصية في التخاطب، وثلاثة أمور يجب أن يلاحظها الإنسان وهي: تعبيرات الوجه، ونغمة الصوت، ولغة الجسد – خاصة حركة اليدين – هذا حين تخاطبين الآخرين.
ختاما: عليك بالدعاء، والحرص على الذكر خاصة أذكار الصباح والمساء، ولا تنسي تلاوة القرآن فهو أفضل الذكر.
وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.