كيف أبدأ في تغيير نفسي بحيث أصلحها وأصلح هذه الأمة؟

0 173

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 17 سنة، وللأسف مقصر في ديني كل التقصير، بل إن تقصيري وصل إلى حد تضييع الدين والإيمان والأخلاق.

فكرت كثيرا في كيفية إصلاح حالي، ولكنني وقعت في دوامة، إذ لم أقتصر في التفكير على نفسي، بل فكرت في هذه الأمة وحالها، وفي أمور كثيرة، لدرجة وصلت إلى الضياع وكأني في متاهة لا أعلم أين أتجه.

أريد أن أتغير، وأريد التغيير، وأعلم أن لا تغيير بلا سعي وعمل، فالإسلام جميل وفيه كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- اعلم وفقك الله لهداه أن الشعور بالمشكلة بداية لحلها -بإذن الله تعالى- وطالما أنت تشعر أنك مقصر ومضيع لحق الله سبحانه، وبعيد عن طاعته، وتحاول أن تفكر في صلاح حالك، فذلك دليل بقايا خير لديك وصحوة ضمير تكون سببا في توبتك وصلاح حالك.

- لذا ننصحك أن تستغل هذا الشعور بسلوك الطريق الصحيح للاستقامة، والتفكير الإيجابي بالحياة، وكيفية استغلالها في طاعة الله، وحتى تنجح في ذلك فعليك أولا بالتفكير في صلاح حالك قبل صلاح غيرك، والتدرج في إصلاح النفس شيئا فشيئا.

- وذلك من خلال الخطوات الآتية:
1. صدق التوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن الذنوب والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إليه، مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الطاعات والأعمال الصالحة، فهذه شروط صحة التوبة التي يجب على العبد الالتزام بها حتى يغفر الله له ما قد سلف.

2. عليك بترك الرفقة السيئة التي حولك، والبحث عن رفقة صالحة تساعدك على التوبة والاستقامة، فإن الإنسان يؤثر عليه جلساؤه بالخير أو بالشر.

3. نظم لك برنامجا إيمانيا لإصلاح نفسك وتزكيتها من خلال بعض العبادات المستمرة، مثل صلاة الليل وصيام النافلة وكثرة التسبيح والذكر وقراءة القرآن والتفكر بالدار الآخرة ونحوها، حتى يذهب ما بك من غفلة وينمو الإيمان وخوف الله في قلبك، وستشعر بالراحة والسعادة وتنطلق بعد ذلك في الخير -بإذن الله سبحانه-.

4. لا بأس بالالتحاق بمركز إسلامي والمشاركة في أنشطته، وتعلم شيء من العلم الشرعي والتفقه في الدين، حتى تعبد الله على بصيرة، وتتعرف على أهل العلم والفضل وتستفيد منهم.

5. عليك بالدعاء والتضرع إلى الله دائما وفي أوقات الاستجابة كالسجود والثلث الأخير من الليل وفي السحر وعند الإفطار، بأن يصلح حالك ويرزقك التوبة والصلاح، فالدعاء له أثر عظيم في صلاح العبد واستقامته.

6. كن واثقا بالله حسن الظن به سبحانه، ولا تقنط ولا تيأس من رحمته مهما كنت عاصيا، فهو غفور رحيم يحب التائبين ويفرح بتوبتهم ويبدل سيئاتهم حسنات، فاقبل على الله بنفس راغبة متفائلة، وستجد أثر ذلك استقرار النفس وراحة وانشراح صدر -إن شاء الله-.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات