أعاني من وسواس الموت والرهبة غير الطبيعية.. أرشدوني

0 127

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من خوف ورهبة مبالغ فيها من الموت، وهذا الشيء منذ يوم 11 إبريل 2018 لما حدث سقوط طائرة عسكرية في بلدنا وأدى إلى وفاة أكثر من 200 شخص رحمهم الله. ومن يومها صرت أخاف من أن أقود السيارة، وأخاف الخروج، قررت أروح لطبيبة نفسية –الحمد لله-، عملت جلسات من غير دواء، تحسنت حالتي، لكن لما أسمع كلمة موت تأتيني غصة في صدري لكنها تزول.

منذ شهر أختي حكت لي أنها رأت مناما أنها فقدت سنا من أسنانها لما رأت في التفسير وجدت أن تفسيره موت قريب، فتدهورت حالتي صرت أتقيأ الحمى ما تفارق، وجع في القلب، مع أني سويت تحاليل طلعت سليمة،

أحس أن هناك شيئا يسد البلعوم، ما أقدر أتنفس النوم مضطرب حتى وسائل التواصل الاجتماعي ما صرت أستخدمها، ولدي أعراض أخرى.

تعبت كثيرا إن شاء الله تساعدوني بنصائحكم القيمة، أعتذر عن الأخطاء اللغوية، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

نعم أنا أذكر هذا الحادث الذي حدث في الجزائر، وأسأل الله تعالى الرحمة لموتانا وموتى المسلمين جميعا.

الذي يظهر لي أنه لديك قابلية للخوف والقلق، وربما شيء من الوسوسة، وهذا الحادث كان هو المثير الذي أيقظ لديك هذه الأعراض – أي أعراض الخوف والرهبة – خاصة من الموت.

الخوف في مجمله سلوك وشعور إنساني مكتسب، وبعض الناس لديهم القابلية للهشاشة النفسية التي تجعلهم لا يستطيعون الصمود أمام بعض الأحداث الحياتية مثل حادث هذه الطائرة مثلا.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف يمكن أن يكون طاقة نفسية إيجابية جدا، فالذي لا يخاف لا يحمي نفسه، لكن يجب ألا يكون بهذه الكيفية، فابن قناعات جديدة أن هذا الخوف الذي تخافين منه ليس خوفا منطقيا، والخوف من الموت يجب أن يكون خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، خوفا يجعلك تعملين لما بعد الموت، يجعلنا نتذكر قبل فوات الأوان {يوم يتذكر الإنسان ما سعى}، {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}، (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فالآن فزورها).

الخوف المرضي يجب أن يحقر، والقناعة الشرعية هي أن الموت آت ولا شك في ذلك، وأن الأعمار بيد الله، والإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، وفي ذات الوقت يعيش الحياة بكل قوة وتفاؤل وأمل ورجاء وإنتاجية، ويستمتع الإنسان بها، {ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك}، وهذا هو المفهوم الأساسي والمهم والضروري.

وجدنا وبما لا يدع مجالا للشك أن أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم – على وجه الخصوص – تزيل مثل هذا النوع من المخاوف، فاحرصي عليها.

أريدك أن تصرفي انتباهك أيضا من خلال أن تشغلي نفسك بأشياء كثيرة ومهمة في حياتك: القراءة، الاطلاع، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، العبادة، ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، الانخراط في أنشطة تفيد الأسرة، وأن تحرصي على بر والديك... هذا كله يؤدي إلى الانصراف من هذا النوع من المخاوف.

أنا أرى أنك أيضا محتاجة لعلاج دوائي، هنالك أدوية ممتازة مضادة لقلق المخاوف، أنت لم تذكري عمرك، لكن إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما، فالدواء الذي سوف يفيدك هو العقار الذي يسمى (زيروكسات CR)، واسمه العلمي (باروكستين)، دواء جيد جدا لعلاج هذا النوع من المخاوف، والجرعة المطلوبة هي: أن تبدئي بـ 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعليها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر آخر، ثم تخفضي الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم وفاعل، ولا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وتوجد أدوية أخرى بديلة كثيرة، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي سوف يعزز ما ذكرته لك، ويصرف لك هذا الدواء أو أي دواء آخر يراه مناسبا.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات