هل الدوخة المستمرة من علامات التصلب اللويحي؟

0 112

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي بدأت منذ أربع سنوات، مررت بحالة اكتئاب مفاجئة بدون أي مقدمات، استمرت لشهرين، وعالجتها تدريجيا بالقرآن وهدوء النفس، بعدها أصبحت جيدة، لكن وللحظة شعرت بدوخة خفيفة كأنني سأسقط، ركزت فيها قليلا ثم ذهبت، بعدها أصبحت تلازمني تقريبا بشكل يومي حتى أني صرت أخاف من الخروج، والدوخة على شكل هجمات وكأنه سيغمى علي.

راجعت طبيب الأعصاب، فأجرى لي رنينا للرأس والرقبة، وكانت النتيجة سليمة، لكن الرقبة بها 3 ديسكات خفيفة، ثم عملت فحوصات دم كاملة.

ذهبت لطبيب القلب، فأجرى لي كل الفحوصات من جهد وإيكو وتخطيط وفحص ضغط، وكانت النتائج سليمة.

ذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، فحصني، ثم أرسلني لمركز فحص التوازن، وكانت النتائج سليمة، فوصف لي بيتاسيرك لمدة شهر، ولم أتحسن.

ذهبت لطبيب باطني، أجرى لي صورة للبطن وفحوصات مخبرية، وكانت النتائج سليمة.

راجعت طبيب الغدد، وأجرى لي صورة تلفزيونية للرقبة، وفحوصات الدم، وكانت كلها سليمة.

راجعت طبيبة نسائية، أخبرتني بعد الفحوصات أني بخير، وراجعت طبيب العيون، وأخبرني أني سليمة.

يأست من الأطباء وتوقفت عن زيارتهم، وبعد سنة بدأت أقرأ عن التصلب اللويحي، ورجعت لطبيب الأعصاب، فأخبرني أنه قلق وتوتر فقط، علما أني فعلا إنسانة قلقة دائما، وعضلاتي مشدودة، فأقنعته أن يعيد لي تصوير الرأس، فأكد لي مرة أخرى أني سليمة.

رجعت لطبيب القلب بعد سنة، وأخبرته أني ربما مصابة بضغط الشريان الرئوي؛ لأني أشعر بتعب شديد بدون سبب، فحصني بعد أن أقنعته بالفحص، فأخبرني أني سليمة.

ثم عدت لطبيب الأنف، ورفض فحصي، فتوقفت عن زيارة الأطباء، علما أن الدوخة ما زالت تلازمني، ولم أجد لها حلا، وأحيانا أوسوس أني أعاني من مرض التصلب اللويحي، وأحيانا من مرض في القلب، وأحيانا من السرطان أو الجلطة، وكل هذا الوسواس بسبب الدوخة، وأشعر بفقدان التوازن وأنا جالسة، أشعر أن رأسي سيقع، لا أعرف ماذا أفعل؟

لا أريد أدوية، أريد فقط الاطمئنان على حالتي، وأني لا أشكو من مرض عضوي، علما أني قرأت أن رنين الرأس ليس كافيا لتشخيص التصلب اللويحي؟ فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ laila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على الثقة في هذا الموقع.

الإرشاد الذي أود أن أنصحك به هو: أنه ليس لديك تصلب لويحي، وليس لديك أي مرض من الأمراض التي تتحدثين عنها، وموضوع خشونة الفقرات في الرقبة - خفيفة كانت أو شديدة – هو أمر شائع جدا، ولا تفسر أبدا هذه الأعراض التي تتحدثين عنها.

أنت لديك قلق مخاوف، أو ما نسميه بـ (المخاوف المرضية) أو الخوف من الأمراض، والخوف من الأمراض علة منتشرة في زماننا هذا، ويكون معها الكثير من الوسوسة والانشغال، ويلجأ الإنسان إلى ما لجأت إليه أنت وهو التنقل بين الأطباء، وإجراء فحوصات لا داع لها أبدا، أنت لست متوهمة، لكن لديك الاستعداد للقلق وللخوف خاصة من الأمراض.

عليك أن تكوني أكثر قناعة أنك بصحة ممتازة -بفضل الله تعالى-، وعليك أن تعيشي حياة صحية؛ لأن ذلك سوف يعطيك قناعات أنك بالفعل لست مريضة، ولا تعانين من مرض مزعج.

الحياة الصحية تتطلب: النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، تجنب النوم في أثناء النهار، التوازن الغذائي، حسن التواصل الاجتماعي، وأن يكون الإنسان حسن التوقعات ومتفائلا، وأن يكون لك وجود حقيقي داخل أسرتك ومشاركات إيجابية، أن تحرصي على العبادات، يجب أن تكون الصلاة في وقتها، ويكون لك ورد قرآني، والدعاء والذكر مهم جدا، وهو مخ العبادة، وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم على وجه الخصوص تبعث طمأنينة عظيمة في الإنسان.

في حالتك أيضا أنصحك أن تثبتي مواعيد مع طبيب تثقين فيه، كطبيب الأسرة مثلا، أو الطبيب الباطني، مراجعته كل ثلاثة أو أربعة أشهر مرة واحدة يعتبر أمرا مفيدا للفحص العام ولإجراء الفحوصات المختبرية الروتينية، هذا -إن شاء الله تعالى- يقلل كثيرا من ميولك للتنقل بين الأطباء والدخول في وسوسة وتوهمات مرضية.

أعرف أنك لا تودين تناول دواء، وهذا أمر أحترمه، لكن أيضا من الواجب أن أنصحك أن تناول أحد مضادات المخاوف والوسوسة لفترة قصيرة سيكون مفيدا جدا لك، ومن أفضل هذه الأدوية عقار (زيروكسات CR) والذي يعرف علميا (باروكستين)، أو عقار (زولفت) والذي يعرف علميا (سيرترالين)، كلاهما سليم، غير إدماني، غير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وأنت تحتاجين لأحدهما بجرعة صغيرة، ولمدة ليست طويلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات