طفل مراهق يشعر أن الجميع يراقبه.. هل نذهب به للطبيب النفسي؟

0 111

السؤال

السلام عليكم

أخو زوجتي بعمر 10 سنوات، توفيت أمه منذ 3 سنوات، عندما كان في السابعة من عمره، أصبح انطوائيا جدا، ولا يريد التحدث مع الناس، ومؤخرا أصبح يشعر أن الجميع يراقبه من خارج المنزل وخائف طول الوقت من الناس، فمخيلته أنهم جميعا يراقبوننا أو يريدون التخلص منا وأصبح يكلم نفسه أحيانا، أرجو الرد ضروريا، هل أذهب به لدكتور نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر هذا الطفل، الذي أسأل الله تعالى له العافية.

فقدان الأم في سن مبكر له بعض التبعات السلبية على التطور النفسي والمعرفي والاجتماعي للطفل، لكن الاهتمام باليتيم ووجود رعاية بديلة له تخفف كثيرا من وطأة تبعات فقدان الأم في سن مبكرة بالنسبة للطفل.

أيها الفاضل الكريم: هذا الطفل انعزاله وشكوكه حول مقاصد الناس حوله أنه مستهدف عرض رئيسي، حقيقة أنا لا أحب أن نتجاهله في هذه السن، ومن الضروري أن تذهبوا به إلى طبيب نفسي، والحمد لله تعالى بلادكم بها أطباء متميزون.

الاحتمالات التشخيصية: يمكن أن يكون قلقا اكتئابيا، أو شيئا من الخوف الاجتماعي، أو شيئا من الوساوس الشكوكية الظنانية، ولا أستطيع في هذه المرحلة أن أقول أنه يعاني من مرض ذهاني كامل، لكن يجب أن نكون أيضا على يقظة وإدراك؛ لأن الشك الشديد والظنان وسوء التأويل المطبق قد يكون مؤشرا على ظهور شيء من الذهانيات.

أيها الفاضل الكريم: هذا الطفل سوف يستفيد كثيرا -إن شاء الله تعالى- من مقابلة الطبيب النفسي، وقد يكون محتاجا لأحد الأدوية التي تناسب عمره، من حيث الجرعة وسلامة الدواء ومدة العلاج، وهذا قطعا يقرر من خلال الطبيب الذي يقوم بفحصه.

من جانبكم: قطعا سوف تواصلون مساندتكم له واهتمامكم به، أرجو أن تشجعوه، وأن تحفزوه، وأن تحاولوا بقدر المستطاع دمجه اجتماعيا وأسريا، هذا مهم جدا، وأرشدوه أيضا أن يؤدي صلاته في وقته، ويا حبذا أيضا لو شجع ليخرج مع أقرانه من الصالحين من الأطفال الذين هم في سنه... هذا كله يشجعه.

ينبغي أن نشعره بأنه عضو مرغوب فيه – بل عضو أساسي في الأسرة – هذا يعطيه مردودا نفسيا إيجابيا كبيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات