السؤال
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
أريد أن أستشيركم في موضوع، أنا عملت في محل للحلويات، وكان هناك فتاة تعمل معي ولكنها من جنسية أخرى، فأحببت الفتاة، والحمد لله أننا لم نرتكب الغلط، كلام فقط وتعلقنا ببعض، ولكن مع الأيام بفضل الله علمت أن علاقة الشاب مع الفتاة لا تجوز إلا بالزواج، ولكنني تفاجأت أن أباها رافض لأنني مغترب، فقد تقدم خاطبان لأخواتها من نفس جنسيتي وتم رفضهم فقط لأنهم من غير جنسيتهم.
قررنا أن تترك العمل؛ لأنني أنا متغرب وصعب أن أجد عملا آخر، وهي ربما أفضل، وإذا كانت من نصيبي ستكون زوجتي -بإذن الله- فأنا أدعو الله أن يختار لي الخير فيها، فهي فتاة تصلي، وتقرأ القرآن، وانا أحب خلقها، فهي مؤدبة -وإن شاء الله- سأحاول أن أخطبها عندما أجهز.
لكن هي تحب العمل، ولديها مصروف، والعمل جيد، والراتب جيد أيضا، وأهلها في البيت نصحوها أن لا تترك العمل، وهم لا يعرفون سبب تركها، وأيضا صاحب العمل يحب عملها، ولكن هي محتارة فبماذا تنصحوننا أن نفعل؟! هل تترك العمل لوجه الله والله يعوضها خيرا أم يجب أن تبقى في العمل؟ وهل إذا تركت العمل تكون قد أخطأت بشيء؟
أرجو أن تساعدوننا، وهل إذا تركت العمل أكون قد قطعت رزقها؟ وهل يجوز أن أنصحها في الدين وأبعث لها دروسا دينية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Bahaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعد بها في حياتك، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: نحمد الله إليك هذا التدين الذي وجدناه في رسالتك، فما خطته يداك يدل على خير أنت عليه، نسأل الله أن تكون أفضل مما نظن.
ثانيا: نحن نتفهم تماما طبيعة المرحلة التي تمر بها الآن، والتي يمر بها كل شاب في سنك، وندرك أن العاطفة لا بد أن تغلب على العقل والواقع أحيانا.
ثالثا: لا بد من وضع بعض القواعد الأصلية قبل أن نجيبك على سؤالك، فهي بمثابة الثوابت القطعية:
1- قدر الله غالب، وما قدره الله سيكون شاء من شاء وأبى من أبي.
2- كل قضاء الله وقدره هو الخير لك، فإذا أردت أمرا فمنعه الله، فهو الخير لك، وإذا ساقه الله إليك فهو الخير لك.
3- الزواج رزق مقسوم، وقدر ماض، وقد كتب الله في اللوح المحفوظ ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء) وهذا يدفعك إلى الاطمئنان وإلى الهدوء.
رابعا: لا بد من ذكر حقيقة لا ينبغي أن تغفل عنها أو ينسيك الشيطان إياها، الفتاة أجنبية عنك، ولست وليا عليها ولا مسؤولا، بل المسؤول أهلها، هذه يجب أن تكون في ذهنك؛ لأن الشيطان يلبس على البعض تلك الحقيقة حتى يشعرهم أنهم أضحوا مسؤولين عن الفتاة وأن عليها واجب النصح بل الأمر أحيانا.
خامسا: الأمور بالنسبة للزواج تتغير كلما تغير المعمر ونضج الفهم، ومن خلال تجاربنا كثير من الشباب عندما أقبل على الزواج لم يختر ما كان يظن أن الحياة لا تحلو إلا بها ولن تتم إلا معها.
سادسا: من الحقائق المرة التي تقع لكثير من الشباب أن يواعد فتاة على الزوج ثم ترد الفتاة كل خاطب لأجل هذا الوعد ثم يكتشف الشاب أو يجد من هي خير له منها، فيقع في مشاكل متعددة ليس أقلها أن يستشعر أنه سبب لدمار هذه الفتاة وضياع مستقبلها.
سابعا: لا نريد أن نقفز على الحقائق، ونقول لك: إذا كنت قادرا الآن على الزواج وتكاليفه فاذهب فورا لخطبتها، فإن تم الأمر فهو الخير لك، وإن لم يتم فهو كذلك الخير لك، وما تدري ساعتها لعل الله اختار لك من هي خير لك من تلك الفتاة.
وإن لم تكن قادرا فيجب عليك ترك الفتاة بالكلية، ولا تجعل للشيطان مدخلا لك فتزل قدم بعد ثبوتها.
ثامنا: لا ننصحك بدفع الفتاة إلى ترك الشغل ولا إلى العمل، بل ننصحك إن وجدت فتنة عليها أو عليك من وجودك أن تبحث أنت عن عمل آخر بحيث لا تترك عملك إلا عليه، وأما الفتاة فيجب التوقف الفوري، وأمرها لأهلها.
وأخيرا: مهمتك الآن يجب أن تنصب في الإعداد المادي للزواج، وساعة أن يتحقق ذلك ستفتح لك أبواب كثيرة وتستطيع اتخاذ قرارك، واعلم أنك ساعتها معان أخي من قبل الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. "
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.