أشعر بالضيق لأني غير فاعلة وأشكل عبئًا على أسرتي، فما الحل؟

0 104

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا إنسانة مسلمة ومؤمنة بقضاء الله وقدره وأحمده وأشكره على كل النعم التي أنعم علي بها، إلا أنني في الفترة الأخيرة بدأت تغمرني مشاعر سلبية باليأس، إذ أني قد حصلت على شهادتي في الحقوق وبدأت العمل للحصول على شهادة الماجستير، إلا أنني بدأت أشعر بأني إنسانة غير فاعلة وغير ذات أهمية؛ لكوني لا أعمل، وأني اصبحت أشكل عبئا على أسرتي، وهذا الشعور يضغط علي كثيرا.

أحاول دائما تذكير نفسي بأن رزقي بيد الله وحده، وأن نصيبي سيأتيني ولو كان في آخر الأرض، إلا أن ذلك الشعور باليأس والفراغ لا يفارقني، مع أني أحاول التغلب عليه بالأمل، وبأن اليسر آت بعد العسر لا محالة.

لم أستطع التحدث عن مشكلتي مع أحد من أسرتي ولا حتى مع صديقاتي المقربات، ورغبت بمساعدة تعود بي إلى الله، وإلى الأمل من جديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيڨا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأشكر لك تواصلك مع الموقع, سائلا الله لك التوفيق والسداد والحكمة والرشاد.

- حياتنا مليئة بما قد يجلب لنا أحيانا ما تحسين به من مشاعر الفراغ واليأس والإحباط، لما يمتلئ به واقعنا من ضغوط مختلفة ومتنوعة.

- لكن العاقل إذا نظر إلى الحياة من زاوية أخرى يجدها أيضا لا تخلو من جوانب مشرقة ومضيئة، والإنسان لا يعرف قدره وما يخبئه تعالى له من غرض وأحلام وآمال طيبة لم تكن تخطر له على بال، وذلك من سعة رحمته وحكمته سبحانه وتعالى، فكم من محن في طياتها منح، وكم من نقم في عاقبتها جزيل النعم.

- كما أن اليأس والقنوط في الإسلام محرم شرعا؛ لأنه سوء ظن بالله تعالى (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).

- المهم أن نعمل على إصلاح واقعنا وحياتنا بالعلم والعمل والصبر والأمل.

- يجب أن نقرأ القرآن والسيرة النبوية ونلتمس منهما جوانب النجاح والإيجابية نتيجة المصابرة والمثابرة والمجاهدة للنفس والواقع.

- أن نستفيد من تجارب وسير العظماء على مر التاريخ، وكيف تعلموا الدروس والعبر من أخطائهم وإخفاقهم وحاولوا البحث عن حلول جديدة وتجاوزوا التحديات والأزمات ولم يكرروا الأخطاء أو يستسلموا للفشل (بقاء الحال من المحال).

- عليك أن تعتمدي بعد الله تعالى والتوكل عليه والاستعانة به سبحانه على نفسك، فالتغيير يبدأ من داخلك ومن ثقتك بنفسك، فعليك بالجد والاجتهاد وتعزيز حسن الظن بالله تعالى وبنفسك.

- الصحبة الصالحة والواعية العاقلة فهم للنصح والاستشارة والتثبيت على الحق والخير.
- لا تلتفتي إلى أهل الحسد والضعف والعجز المحبطين للهم والعزائم.
- لا تبالغي في الحزن من الإخفاق والعبارات الجارحة والمواقف المؤلمة.
- استغلي وقتك وفراغك بما يعود عليك بالفائدة في تقوية مهاراتك العلمية والعملية.
- لزوم الدعاء والأذكار والصحبة الصالحة وقراءة القرآن وطاعة المولى سبحانه وتعالى.

- أخيرا: فإني على أمل وثقة كبيرين بقدرتك على التفوق على ذاتك ومشاعرك -بإذن الله تعالى-؛ لما ألمسه من خلال تعبيرك ومشاعرك وفقك الله لكل خير، وأسأله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويرزقك التوفيق والنجاح في حياتك، والزوج الصالح والحياة السعيدة والآمنة والمطمئنة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات