إحضار الأهل إلى الغربة رغم قلة المال

0 225

السؤال

أنا شاب متزوج ولدي بنت عمرها عام، وأعمل في دبي، وأنا مصري وزوجتي وابنتي يعيشان في مصر، والإجازة السنوية عندنا كل (11) شهرا، وراتبي الشهري إذا جاءوا وعاشوا معي هنا بدبي لا يبقى منه إلا القليل، فماذا أفعل بالله عليكم؟ خاصة وأنه وكما تعلمون أن الأطفال صغار السن يجب أن يكون الأبوان بجوارهم أثناء تربيتهم ونشأتهم، هل أبقى على هذا الوضع: هم في مصر وأنا بالإمارات وأنزل الإجازة السنوية؟ أم أرسل لهم وأحضرهم إلى هنا لنعيش معا؟
وأشكركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاكر الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك ويغفر لك ذنبك، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن الإنسان يضع لنفسه أهدافا ثم يسعى لتحقيقها مع ضرورة تذكره للغاية التي خلق لأجلها، وهي عبادة الله والحرص على طاعته ثم عمارة هذه الأرض بما يرضي الله تعالى.

ولا شك أن الأهداف الكبيرة تحتاج لتضحيات ومجهود كبير، فما هي تلك الأهداف التي جئت لتحقيقها؟ وما هو رأي زوجتك؟ ثم ما هو مقدار استعدادها للتضحية والصبر؟ ولابد أن تتذكر أن العيال يحتاجون لوجودك معهم؛ لكنهم أيضا يحتاجون لبيت يؤويهم وثياب وتعليم ومتطلبات أخرى مهمة.

وإذا كانت الزوجة صابرة وموافقة على وجودك في الإمارات؛ فالأفضل أن تكون هناك حتى تتمكن من ترتيب أمورك المالية وتهيئ لأسرتك المتطلبات الرئيسية، ثم بعد ذلك تكون معهم أو يأتون إليك، أما بالنسبة لطفلتك فحاجتها لك سوف تشتد بعد سنوات، أما الآن فهي متعلقة بأمها حتى لو كنت موجودا، وأرجو أن يشجعك هذا على الصبر، وشكرا لك على اهتمامك بأمر أسرتك وطفلتك، والله تبارك وتعالى يسأل كل راع عن رعيته، وعليه أرجو أن تصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة للخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ثم عليك مشاورة الزوجة وأخذ رأيها، ولن يندم إنسان يستخير ربه ويستشير إخوانه، ويتفاهم مع زوجته.

وأرجو أن تشغل نفسك بطاعة الله وذكره، واهتم بأخبار أسرتك، ولا تنس الإحسان لوالديك، واطلب منهم الدعاء، وارفع أكف الضراعة لمن يجيب المضطر إلى دعاه.

ونسأل الله أن يجمع شملكم وأن يغفر ذنبكم، وأن يصلح حالكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات