السؤال
السلام عليكم..
عرضت على الدكتور أن أغير السيبرا برو، وفعلا أوقفته لمدة 10 أيام، وأخذت نصف قرص من دواء اريبرازول، وهو دواء غريب، ونايت كالم قرصا عند النوم، وبدأت بدواء السيسرين وهو اللسترال بعد ال 10 أيام.
والآن أعاني من صداع غريب ودوار، وأخاف من الدواء المضاد للذهان، وهو اريبرازول، أنا أنام إلا 5 ساعات بالكثير يوميا، وحتى عند أخذ النايت كالم، والأكل قل كثيرا، أصبحت أشعر بأني مثل فأر التجارب عند الأطباء، كلما ذهبت إلى طبيب أسأله: من فضلك ماذا أفعل؟ لأني أصبحت مترددا في حياتي كلها.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا أتفق معك –أخي الكريم– أن الأطباء يحاولون أن يجربوا فيك الأدوية، ويجعلوك فئران تجارب – كما ذكرت – ولكن أوافقك الرأي في أن كثير من الأطباء النفسيين للأسف – بالذات في منطقتنا هذه – يميلون إلى كتابة الأدوية أكثر من الميل إلى العلاج النفسي، ومعظم الاضطرابات النفسية – أخي الكريم – العلاج لا يكون دوائيا فقط، بل علاج دوائي وعلاج نفسي.
ثانيا: يجنح بعض الأطباء أيضا إلى كتابة ووصف أكثر من دواء وبما نسميه بالصيدلية المتعددة، وهذا أيضا منهي عنه بدرجة كبيرة، الأفضل دائما أن يأخذ الشخص دواء واحدا بجرعته القصوى إلى مدة محددة، ثم بعدها إذا لم يستفد منه يغير وينتقل إلى دواء آخر. هذا بصفة إجمالية.
نأتي إلى ما صدر في استشارتك – أخي الكريم: الصداع هناك احتمال أن يكون أعراض انسحابية للـ (سيبرا برو) إذا لم تسحبه بالتدرج، وظهور أعراضه بعد التوقف قد يكون عرضا من أعراض الانسحاب، وإذا كان عرضا انسحابيا فإنه سوف يتحسن مع مرور الوقت.
أنا أتفق معك أن الـ (إرببرازول) هو مضاد للذهان في المقام الأول، ويعطى في الأساس للاضطرابات الذهانية، ولكنه أيضا وجد أنه فعال كمثبت للمزاج، إذا يعطى في الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبية التي تكون بها أعراض ذهانية، أو أحيانا وجد أنه أيضا يساعد في الاكتئاب النفسي المقاوم للأدوية الأخرى. فمحله ومكانه في علاج الاضطرابات الذهانية والاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبية، غير هذين المرضين لا مكان له في الأمراض النفسية.
الأخ الكريم: يستحسن أن تذهب إلى طبيب ثقة وتواصل معه، واحدة أيضا من الأخطاء التي يقع فيها المرضى بصورة مباشرة هي تبديل الأطباء، فنعم كل طبيب قد يغير الأدوية، ولكن استمرارك مع طبيب واحد – أخي الكريم – لا يقوم بتغيير الدواء، وقد يلجأ إلى أساليب أخرى من العلاج بعد أن يفهم مرضك ويفهم مشكلتك. فاختر طبيبا تثق فيه، وتابع معه بانتظام – أخي الكريم – واطلب دائما أن يكون هناك علاجا نفسيا مع العلاج الدوائي.
وفقك الله وسدد خطاك.