السؤال
السلام عليكم
لقد ترددت كثيرا بالكتابة لكم، ولكن حالتي تسوء فأرجو مساعدتي، أنا متزوجة، وأم لطفلين، توفي عمي أبو زوجي، فجأة مرض ودخل المستشفى، وبقي أسبوعا ثم توفي، ووالدي توفي أيضا بمرض مفاجئ استمر لأشهر ثم توفي، ولكن بعد سنتين من وفاة والدي أصبح الخوف من الموت يلازمني دائما، أصبحت أفكر بأولادي وزوجي كيف سيصبح حالهم بعد وفاتي، أحس وكأن أحدهم أنذرني بأنني سأموت بعد فترة.
أصبحت لا أحب التكلم مع أحد ولو تكلمت أقول هي المرة الأخيرة لي، أمي وأخواتي بعيدون عني، ولا أرغب بأن أكلمهم؛ لأني أخاف أن تكون المرة الأخيرة، أصبحت الحياة بالنسبة لي بدون طعم، ولا أشعر بلذتها، ودائما أقول لماذا نعيش إذا كنا سنموت، ودائما أشعر بالخوف، وأحس بحرارة داخل جسمي تصعد إلى أعلى رأسي، وضربات قلبي تتزايد، وأرتجف من الداخل.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ om mazin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى أن يرحم موتانا وموتاكم وجميع موتى المسلمين، فالموت حق ولا شك في ذلك، يقول تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} ويقول سبحانه لنبيه: {إنك ميت وإنهم ميتون} والإنسان يجب أن يخاف من الموت خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، والموت مصير كل حي، {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} {كل شيء هالك إلا وجهه} {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون}.
يجب أن تبني قناعات جديدة حول الموت وأنه حقيقة، وأن الأعمار بيد الله، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، ويجب أن تعيشي الحياة بقوة وبأمل ورجاء، ويعمل الإنسان لما بعد الموت.
استمتعي بالحياة، والحياة طيبة جدا أيتها الفاضلة الكريمة، هذه المشاعر السلبية والمخيفة يجب على الإنسان أن يتجاهلها تماما، وحين نقول للناس: يجب أن تكونوا إيجابيين، ويجب أن تكون توقعاتكم حسنة ومتفائلة، هذا ليس خداعا للنفس، ونحمد الله تعالى أن أنعم علينا بنعمة الإسلام، هذه نعمة عظيمة جدا {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
رزقك الله تعالى الزوج والذرية الطيبة، وأنا متأكد أنه لديك إيجابيات أخرى كثيرة في حياتك، لا تنقادي بمشاعرك السلبية أبدا، ولا أفكارك السلبية، بل كوني إيجابية الأفعال، اهتمي بزوجك، ببيتك، أدي صلواتك في وقتها، تواصلي اجتماعيا، اقرئي، اطلعي، رتبي بيتك، ابن هوايات جديدة، ادخلي في برنامج لحفظ القرآن مثلا، الحياة طيبة جدا وفيها أشياء جميلة، وإني لأستغرب من بعض الناس لا يتخيرون إلا ما هو سلبي في حياتهم، واستكانوا واستسلموا لمشاعرهم وأفكارهم السلبية.
أيتها الفاضلة الكريمة: ابن دافعا جديدا إيجابيا في نفسك، وكوني فعالة في حياتك، وافعلي الخير لنفسك ولغيرك؛ لأن الإيجابية في التفكير والإيجابية في المبادرة والعمل هو الذي يجعلنا في أفضل حال، وذلك بإذن الله تعالى، ولا يكون ذلك إلا من خلالنا نحن، فلا أحد بيده تغيرنا، والله تعالى إذا وجد منا ذلك، ووجد منا النية والصدق والعمل على ذلك يوفقنا ويكون عونا لنا على التغيير، وقد قال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
أنا أنصحك أيضا بتناول أحد مضادات قلق المخاوف، الحمد لله توجد أدوية سليمة جدا، شاوري زوجك حول موضوع تناول الدواء، أو إن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا سوف يضيف أيضا إضافات إيجابية لك فيما يتعلق بالإرشاد ووصف الدواء.
من أفضل الأدوية التي تساعدك عقار يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، لا يسبب الإدمان، لا يؤثر على الهرمونات النسائية، ومفيد. أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرام (نصف حبة) لمدة عشرة أيام، ثم تجعلي الجرعة عشرة مليجرام (حبة كاملة) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناوله.
أشكر لك الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.