هل يمكن لجرثومة المعدة أن تعود بعد موتها؟

0 104

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة زرت الطبيب، وقد كشفت الفحوصات أني أعاني من جرثومة بالمعدة تسببت لي في التهاب بالمعدة والبلعوم، وقد أعطاني الطبيب مجموعة أدوية لمدة أسبوعين تمثلت في métronidazole 250mg وclarithromycine 500 mg وamoxicilline 1g ودواء لمدة شهر pantoprazole 40 mg، وطلب مني أن أتوقف عن أكل الأطعمة والمأكولات التي تحتوي بهارات، وطلب مني التوقف عن شرب القهوة والتدخين.

فعلت كل هذا، لكن التدخين لم أتوقف عنه، وشاهدت صحتي تتحسن واختفاء لبعض الأعراض، لكني لا زلت أشكو بعض القلق، وعدم الرحة بالمعدة، وألم أشد من السابق من وقت لآخر.

سؤالي: يتمثل في هل ستختفي هذه الأعراض؟ هل يبقى القلق بالمعدة بعد موت الجرثومة، ويزول في وقت لاحق؟ هل ثمت إمكانية لأن تعود بعد موتها؟ وهل تعود بأكثر خطورة؟ هل معدل السجائر الذي أدخنه يمثل مشكلة في العلاج؟ وبعد الشفاء التام هل أعود لنمط حياتي العادي (شرب القهوة وتناول جميع المأكولات وعدم الاقتصار على السلطات والمأكولات التي تطبخ في الكركم)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تعود الإصابة بجرثومة المعدة بعد علاجها مرة أخرى، وهذا ثابت في الأبحاث؛ ولذلك يفضل إعادة الفحص مرة أخرى بعد انتهاء العلاج ب 4 أسابيع، وفي حال وجود الجرثومة يجب تناول العلاج الثلاثي مرة أخرى، وهناك عدة خيارات لعلاج الجرثومة، ولكن أفضلها وأهمها هو clarithromycin 500 mg مع amoxicillin 1 g مع pantoprazole 40 mg مرتين في اليوم لمدة 14 يوما، ولا داعي للجمع بين métronidazole وبين amoxicillin 1 g حيث يكفي تناول أحدهما، ويفضل amoxicillin ولا خطورة في الجرثومة، ولكن الإصابة بها يؤدي إلى الحموضة والتهاب المعدة المزمن، وعلاجها يؤدي إلى الشفاء من أعراض الغثيان والحموضة والارتجاع.

والأمر المهم بالنسبة لك هو الإقلاع عن التدخين؛ لأنه في حد ذاته يؤدي إلى الغثيان وإلى التهاب المعدة وإلى الحموضة، وكل أعراض الإصابة بجرثومة المعدة وقرار الإقلاع عن التدخين لا يقدر قيمته إلا من اتخذه، ويمكنك الجلوس مع مقلعين عن التدخين، ومعرفة بعض تفاصيل حياتهم قبل الإقلاع عن التدخين وبعده، وستجد فارقا كما بين السماء والأرض، أي بين الصحة والمرض.

ومن المعلوم أن الهيموجلوبين الموجود في كرات الدم الحمراء ينقل الأكسجين إلى الخلايا، إلا أنه يفضل الارتباط بغاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودين في السيجارة أكثر بحوالي 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين محملا بالغازات السامة دون حمل للأكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان والتعب العام والإرهاق وضيق التنفس والأرق.

وكلما مرت سنوات التدخين كلما تأثرت واهترأت الحويصلات الهوائية في الرئتين؛ مما يؤدي إلى النهاية إلى فشل الرئتين عند المدخن، ودائما ما أقول للمدخنين: إنك سوف تقلع يوما ما عن التدخين، فعليك أن تقلع عنه وأنت بكامل صحتك قبل أن تقلع عنه وأنت تعاني من أمراض الرئتين والقلب والشرايين والكوليستيرول، والضعف الجنسي، وأمراض العيون، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت طرق الإقلاع عن التدخين يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها.

وبعد الشفاء من جرثومة المعدة والإقلاع عن التدخين يمكنك الاستمتاع بكوب القهوة والشاي، مع تناول المأكولات المفضلة إليك، على أن تكون صحية بعيدة عن المقليات والتوابل الحارة دون الشبع وفوق الجوع، ممتثلين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي في صحيحه عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وعن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس) ورواه الإمام أحمد في مسنده.

وفقك الله لما فيه الخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات