هل أنا ممن يصيب الناس بالعين؟

0 153

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدون مقدمات، أنا أشك أني أصيب الناس بالعين وأنا لا أشعر، حدثت عدة مصادفات، لا أعلم هي صدفة أم فعلا أنا أصيب الناس بأذى أو نفس!

١- مرة سألت عن امرأة تعبت كثيرا في حياتها، وتعرضت لظروف وأخيرا ربي رزقها بزوج جيد، فسألت كيف هي -إن شاء الله- مرتاحة؟ وقلت في نفسي سبحان الله ربي عوضها خيرا، بعد ٣ أيام زوجها غرق في البحر!

٢- طفلة تحدثوا عنها أمامي، وقلت في نفسي سبحان الله هي طفلة لكن ربي رزقها هؤلاء يفكرون بها، مرضت الطفلة وجاءها سرطان، وماتت خلال ٣ شهور، وهكذا أغلبه يكون حديث نفس عابر.

تقريبا إلى الآن أنا مركزة في ٤ مواقف، كيف أعرف أني أصيب الناس بالعين؟ وما الحل؟ الله يعلم أني لا أحب أذية أحد.

شكرا لكم، وكتب الله أجركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالناس في موضوع العين طرفان ووسط: طرف ينكر وقوعها نهائيا، وطرف يغالي في إثباتها غلوا كبيرا حتى يتوهم أن كل شيء يقع له أو غيره بأنه عين، وكلا الطرفين على خطأ.

والصواب هو الوسط، الذي يؤمن أن العين حق ولها علامات، وهي ليست منافية للقدر، بل هي من قدر الله سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم:(العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) رواه مسلم.

والعين ثلاثة أنواع:
1. عين معجبة، وهي التي تتجاوز الإعجاب بالشيء حتى تؤثر فيه؛ فتفسده بإذن الله، وهذه علاجها أن يقول الشخص عند رؤية ما يعجبه: (ما شاء الله تبارك الله)، فإنه لن يضره، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة، فإن العين حق)، رواه ابن السني والحاكم وصححه الألباني.

2. عين حاسدة، وهي التي تتمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود، فتخرج سهام الحسد من نفس حاسدة خبيثة، وتؤثر بالمحسود وبأي شيء يخصه، وهذه علاجها التحصن بالأذكار وقراءة المعوذتين لمن يخشى أن يحسد، وكذلك للشخص الحاسد أن يكثر من ذكر الله حتى يذهب ما يجد من نفسه من حسد للآخرين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه الترمذي، وأبو داود.

3. العين القاتلة: وهي أشد أنواع العين تأثيرا في العيون، فهي تخرج من الشخص بقصد الضرر، وأن هذه العين ربما قتلت، وكانت سببا من أسباب المنية، لذا على الإنسان أن يسارع إلى علاجها في حالة وقوعها بإحدى هذه العلاجات:

1- الرقية الشرعية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا رقية إلا من عين أو حمة)، رواه الترمذي وأبو داود، وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك).

2- الاستغسال: كما في حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف، وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا قال: من تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه)، رواه ابن ماجه وأحمد.

وبناء على ما سبق إيضاحه: فيمكنك معرفة سبب ما يحصل منك نحو الآخرين، هل هو بسبب الإعجاب، أو الحسد أو طبيعة النفس التي تحملين، وأن فيها خاصية شريرة، ولكل نوع مما سبق علاجه المبين أعلاه.

مع احتمال أن يكون ما ذكرت من حوادث، واتهمت بها نفسك مجرد توهم منك وليس حقيقة، أو أنها وقعت مصادفة للقدر، ولا علاقة لك بما حصل.

ومع هذا نوصيك بذكر الله عند رؤية كل ما يعجبك من الأشياء، والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية والدعاء والتضرع الى الله أن يذهب منك الحسد للآخرين إن كان موجودا فيك.

كما عليك سرعة التوبة والاستغفار مما سبق، إن كان فعلا ناتج منك عن حسد للآخرين، وتمني زوال النعم عليهم، فإن الحسد من كبائر الذنوب، ويحتاج صاحبه إلى توبة وإقلاع وندم وعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، مع كثرة الاستغفار والأعمال الصالحة حتى يغفر الله له ما سلف.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات