السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدخلنا أخي مستشفى الصحة النفسية قسرا، وهذا يؤلمني كثيرا، وأشعر بالحزن الشديد والخوف لأني رأيته وهو يخرج من المنزل برفقة الشرطة والهلال الأحمر والأغلال تقيد قدميه، لأنه يعاني من مشاكل نفسية، وترك الدراسة منذ 10 سنوات، وكل سنة ينعزل عن العالم أكثر ويثور فجأة ويضربنا ويضرب أمي وأبي، ويتكلم مع نفسه ويتذكر أحداثا من الماضي، ويثور بسببها.
أريد أن أعرف هل سيشفى أخي ويعود لنا وينسى أنا أدخلناه المستشفى قسرا من دون رغبته، أم سيؤثر عليه ويصبح يكرهنا لهذا السبب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا داع – أختي الكريمة – لأن تشعري بالذنب أبدا، فقد فعلتم الشيء الصحيح لأخيكم في المقام الأول، فواضح أن أخاك يعاني من مرض عقلي، والمرض العقلي يجعل الشخص غير مستبصر، ولذلك لا يذهب إلى العلاج طواعية، ولا بد من العلاج القسري في هذه الأمور، وهذا شيء معروف في الطب النفسي.
وطالما يبدأ يضرب أباه وأمه فمعنى هذا أن المرض تطور وقد يؤذي والديه أو قد يؤذي نفسه، فالقرار في المقام الأول لحماية الأهل ولحمايته من نفسه ومن مرضه – أختي الكريمة –، فهذا قرار صائب، ولا يجب أن تشعرين بالندم، فعلتم الشيء الصح ولمصلحته في المقام الأول.
أما بخصوص الشفاء فهذا طبعا يترتب على نوع المرض، ومدته، والأعراض التي يعاني منها، ولكن على أي حال: هناك الآن مضادات للذهان تسيطر على هذه الأعراض بدرجة كبيرة، ويعود المريض إلى حياته الطبيعية بصورة معقولة، وقد يتطلب الأمر الاستمرار في العلاج لفترة طويلة – أختي الكريمة – وهو لن يكرهكم أو يحقد عليكم لأنه لم يكن مدركا أو مستبصرا لما يفعله، وعندما تزال عنه هذه الغشاوة سوف يكون ممتنا لكم؛ لأنكم أنقذتموه من أفعاله التي كانت نتيجة للمرض.
وفقكم الله، وسدد خطاكم.