السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 25 سنة، متزوجة وأم لطفلين، مشكلتي مع عائلة زوجي فهم لا يحترمونني، ولا يقدرونني، ويستغلون طيبتي، فأنا أقدرهم وأحترمهم كثيرا، ولكن مقابل طيبتي أجد استغلالا وجحودا.
تعبت من البكاء وحدي فأنا بعيدة عن عائلتي وهذا الشيء الذي يشعرني بالقهر أكثر، والحمد لله أنه لا توجد مشاكل بيني وبين زوجي، فقط المشكلة أنه لا يستطيع أن يدافع عني وينصرني أمام عائلته، فماذا أفعل بطيبتي الزائدة واحترامي لهم؟ فهم لا يقدرون قيمة هذا التصرف!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الكريمة-، وكان الله في عونك، والجواب على ما ذكرت.
- بداية: ينبغي أن تعلمي أنك في نعمتين عظيمتين: كونك في مودة وحسن عشرة مع الزوج ولا يوجد بينكما أي خلاف، والثانية: أنك طيبة وتحسنين العشرة لأهل زوجك، وكلا هاتين النعمتين إذا حمدت الله عليها ستكون لك بإذن الله فرجا ومخرجا مما أنت فيه.
- وأمر آخر: لا يخلو أي بيت من الخلافات الأسرية وقد يوجد بعض التجاوز، والمطلوب منك محاولة النسيان والعفو والصفح عمن أساء لك، والله تعالى سيجعل عزا وتغييرا لحالك فقد قال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [سورة: فصلت - آية: 34 ] ومعنى الآية: قابلي إساءتهم لك بالإحسان إليه؛ فبذلك يصبر المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك، وقال رسول الله صلى الله: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا" رواه مسلم. قال النووي "فيه وجهان: أحدهما: أنه على ظاهره، وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه. والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك".
- أكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن الاستغفار، وأكثري من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وأكثري من الدعاء أن يجعل الله فرجا ومخرجا، وأبشري بخير.
- حاولي أن توجدي مودة بينك وبين أسرة زوجك من خلال الإحسان إليهم، وإهداء الهدايا، فإن هذه يمكن أن تزيل الوحشة التي بينك وبينهم فقد قيل:
من يغرس الإحسان يجن محبة
دون المسيء المبعد المصروم
أقل العثار تـقل ولا تحسد ولا
تحقد فليس المرء بالمعصوم.
وقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا، فإن الهدية تذهب وغر الصدر". رواه أحمد بسند حسن.
- كنت أريد أن أقول لك أن تجعلي زوجك يقوم بنصح من يسيء إليك منهم، ولكن ذكرت أنه لا يقدر على ذلك؛ فلهذا أتمنى أن يكون لكما التفكير في الانتقال إلى بيت مستقل إن كان ذلك بالإمكان وفيه مصلحة لكم ولأسرة زوجك.
وفقك الله لمرضاته.