أهلي يطلبون مني المال ولا يعرفون ظروفي، فكيف أتعامل معهم؟

0 137

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أقارب من الدرجة الأولى، بين فترة وأخرى قد يطلبون مني مالا فأعطيهم، كانت عندي مكافأة الجامعة، وأراهم يشتكون كثرة العيال ونقص المال وهكذا فارحمهم وأعطيهم من باب الإحسان والصلة.

هذه الفترة أخي الأكبر -غير الشقيق- الذي راتبه تقريبا 5000 أو أكثر لا أعلم، لكن لا يقل عن 4000 يقول أريد سلفا فأعطيته، علما أنه لا يرد السلف، ولا أريده أن يرده.

وتقول زوجته التي أحترمها وكأنها أختي وهي كذلك تحترمني، تقول: أريد سلفا فأعطيها ولا ترده أيضا، ولا أريدها أن ترده.

وأحيانا يأتيني بناتهم الصغار يطلبون مالا، وأن أختهم الصغرى ليس لديها حليب، وحليبها غال، أو ليس لديها حفاظات، وأن أمها تقول أن والدها مضغوط هذه الفترة ويحتاجون المال، وهكذا بين فينة وأخرى، فأعطيهم أحيانا نصف المبلغ، وقد لا يكون عندي إلا أنني أجتهد في تحصيله لهم، وهكذا، علما أنه كان على أيام مكافأة الجامعة أقل من ألف ريال.

ومؤخرا عملت في دار خيرية فيها روضة أطفال معلمة لهم ولم أستلم راتبا، ولم أسأل عنه إلى الآن، لا أعرف وضعي في هذه الروضة هل هو تعيين رسمي أم لا؟ إلا أنني أعرفهم ويعرفونني فقمت بتغطية النقص عندهم في المعلمات.

ما أحزنني هو أن أخي الذي يوصلني لهذه الدار بعد تاريخ نزول الرواتب بيومين تقريبا يسألني سلفا 200 ريال، ضاق صدري لأنه يستلم راتبه ثم يأتي يطلب مني أنا التي لا أستلم راتبا ولا أعرف عنه شيئا، ويحسب أنني استلمت ويريد أن يستلف مني، ولا يعلم أنني لا أستلم راتبا، فلم أعطه إلا 150 من مدخرات عندي، وقلت أرغب بأكثر وهكذا، وانتهى الموضوع هنا.

ثم بعد أسبوعين تقريبا تأتي ابنته المراهقة تسألني 50 ريالا، تقول ما عندنا فسحة هي وأخواتها الخمسة، علما أن عندهم الأجهزة الالكترونية، وسكنهم مع بيت الأسرة في شقة، وعندهم خادمة راتبها تقريبا ألف ريال.

إذا هم يحتاجون المال لماذا لا يتخلصون من الخادمة التي يصرفون عليها مالا هم أحوج إليه؟ وشقتهم صغيرة وللبيت خادمة أخرى، والخادمة تقول صاحبتها زوجة أخي -تشتكي- إنها لا تبقي لهم شيئا في الثلاجة، هذا يغيظني، أشعر أنهم يأخذون المال ويستعملونه في كماليات، وأنا لي أشياء أحتاجها، وحتى لو لم أحتاج لها بشكل ضروري جدا إلا أنني أشعر بالاستيلاء والاستغلال لابتغائي الإحسان.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا تتخلي عن الذي تعودت عليه من بذل الخير لأجل ما عندهم من الطمع، واعلمي أن في ذلك سر من أسرار البركة والتوفيق، واحمدي الله الذى جعل يدك العليا، وثقي بما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أنه ما نقص مال من صدقة"، واعلمي أن أولى الناس ببذلك وعطاياك أقرباؤك، ففي العطاء لون من الصلة للرحم.

وأرجو أن لا تتأثري على درهم بذلتيه، وانتظري الخير والبركة من ربنا الشكور؛ لأن مشاعر الأسى والضيق على فعل الخير من عدونا الشيطان الذي قال في شأنه ربنا العظيم: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا".

والمسلمة تنفق وتساعد إذا كانت تملك المال، وتعد بالجميل، وتحسن الإعتذار إذا كانت لا تملك، قال تعالى: "وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا"، وتمضي الآيات لتضع القاعدة الربانية: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"، فالاعتدال مطلب، ولا ينبغي أن يخرج الإنسان كل ما عنده ثم يجلس ملوما محسورا.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر مطالبتنا لك بالاستمرار في البذل ما دمت قادرة، وحسن الاعتذار حين يكون الأمر عليك صعبا، واحرصي على ترتيب أولوياتك، وشجعي أفراد أسرتك على ترتيب أمورهم، وعليهم أن يعلموا أن حسن التدبير نصف المعيشة، ونتمنى أن يكون لأمثالك من الفاضلات دور في نصح الإخوان والأخوات، واجتهاد في تربية أبنائهم والبنات، فأنت خالة أوعمة لأبناء إخوانك وأخواتك، وعليك إعطاء بعض المال لتشجيعهم على الاستفادة من المال، فإن شريعتنا نهت عن إضاعة المال، ومنعت الإسراف والتبذير.

ونسأل الله أن يوفقك، ويزيدك من فضله، ويلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات