السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في المستوى الخامس في كلية الهندسة، وعمري 20 سنة، بدأت مشكلتي قبل أكثر من سنتين ونصف، في آخر سنة لي في الثانوية في يوم من الأيام أصابني جفاف وهبوط في ضغط الدم.
ذهبت إلى المستشفى وتعالجت بنفس اليوم، واليوم الذي بعده بدأ معي ألم في أسفل الرأس، ومع الوقت انتشر الألم للرقبة، وبعد شهور وصل للكتف، والآن الكتف والظهر والرقبة والرأس، ويشبه الحزام الضاغط على الرأس، ويوصل لفوق العينين والألم مواز للصداع العادي ويختلف، وسبب لي مشاكل كثيرة جدا، نسيان غير طبيعي، وضعف تركيز غير معقول.
علما أني كنت ذكيا في دراستي، لكن الآن أواجه صعوبة فيها بشكل كبير، راجعت المستشفيات طوال السنتين الماضيتين، وعملت كل التحاليل والأشعة، حتى أشعة الرنين المغناطيسي، والنتيجة سليمة، حتى إن بعض الدكاترة قال: فيك اكتئاب، وأعطاني علاجا استمررت عليه أكثر من شهرين بلا فائدة، ثم ذهبت إلى قارئ شرعي، وقال لي: فيك حسد، وقرأت عنده لمدة شهر، وأعطاني بعض العلاجات، لكنها لم تنفعني للأسف.
فعلت كل شيء لكن لم أتحسن إلا أن الوضع يزداد سوءا، واضبت على سورة البقرة لمدة أسبوعين، ولم أتحسن.
قمت بتمارين رياضية، وسجلت بمركز علاج طبيعي، ونفس الشيء لم أتحسن، وأشعر أني متذمر نفسيا، كرهت الحياة، وما أحب أن أتكلم مع أحد.
ذبحني التفكير، حتى إني أشعر بالجنون، هذه قصتي، ويشهد الله كلها حصلت معي، فأتمنى النظر في حالتي ومساعدتي، وشاكر لكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الطيب المواظبة على الرقية الشرعية، وتلاوة القرآن ففيه النجاة، وفيه شفاء القلوب، يقول الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وعليك بالتالي: الاستمرار في ذلك، وعليك بالصلاة على وقتها، لأن الصلاة هي رمانة الميزان لتنظيم الأوقات.
ما تعاني منه هو ألم عضوي في عضلات الرقبة، ربما بسبب طريقتك في الجلوس للمذاكرة، حيث أن الانحناء والاتكاء والجلوس الخاطئ يؤدي إلى تقلص في عضلات الرقبة، ويؤدي إلى ما يعرف بالصداع التوتري أو Tension headache، وهو ناتج عن شد عضلي لعضلات الرقبة الخلفية.
السبب في الغالب كما قلنا يعود إلى النوم على وسادة عالية أو منخفضة، والاتكاء الخاطئ أو بسبب الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، خصوصا إذا كان مستوى الشاشة أعلى أو منخفضا عن مستوى العينين.
لذلك من المهم أن تكون الوسادة مريحة، ولا تؤدي إلى شد عضلات الرقبة، مع ضرورة النوم ليلا لمدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، وعدم التعرض للإجهاد، ومحاولة نوم القيلولة ولو لمدة نصف ساعة ظهرا، مع ضرورة فحص صورة الدم CBC، لأن فقر الدم قد يؤدي إلى صداع.
لعلاج الألم في عضلات الرقبة والصداع يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام مع تناول حبوب أو كبسولات باسط للعضلات، مثل muscadol أو myolgin ثم عند اللزوم بعد ذلك، ولا مانع من فحص فيتامين ( د )، وفيتامين B12.
في حال تعذر الفحص يمكنك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب، وتناول منتجات الألبان.
وفقك الله لما فيه الخير.