السؤال
السلام عليكم.
شاب، أعاني من البطالة لسبعة سنوات، فأنا متخرج من مركز تكوين في الاتصالات، فنشأتي كانت سيئة، والدي مريض بأعصابه، ودائما يحبطني ويقول لي: لن تصبح شيئا في هذه الدنيا، ووالدتي لليوم وهي تدللني، فهي تخاف علي أن أصبح فاسدا جراء البطالة.
أصبحت تائها، وضع البلاد في بلدي مرعب لا شيء يعجب، كل شيء يدعو فقط هنا للشتائم، لا أزال أعاني من البطالة، خسرت كثيرا من الأصدقاء، صار عندي سوء ظن، وكلما أظل في منزلي أشعر أن جيراني يريدون إيذائي، فهل هذا كله وساوس وهلوسة من جراء البطالة؟
وفي الآونة الأخيرة صار الشيطان يدعوني إلى الانتحار، لم أفهم كيف تسلل الشيطان وبدأ يسيطر علي بالرغم أنني ولله الحمد مواظب على صلواتي؟! أرجوكم إخوتي في الله ساعدوني.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم بارك الله فيك أن الرزق بيد الله، وأن الله سبحانه خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم، وأمرهم أن يأخذوا بالأسباب الجالبة للرزق.
كما أن الواجب على مسلم أن يرضى بما قسمه الله له من الرزق ولا يتسخط على ربه، فإن الله حكيم خبير ومن حكمته أن جعل بعض خلقه فقراء لحكمة، وجعل بعض خلقه أغنياء لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، فننصحك أن تأخذ بأسباب جلب الرزق، وأن ترضى بما قسم الله لك، ولا تتسخط على قدر الله.
- كما ننصحك أن تثق بالله، وأن تحسن الظن به، ولا تستسلم للخواطر السيئة أو كلام الآخرين السلبي فيك، بل كن إيجابيا مع نفسك، وكرر المحاولة في البحث عن عمل مناسب، وتحمل واصبر حتى تجده.
- وانظر إلى الجوانب الإيجابية في بلدك وفي الحياة حتى تتخلص من النظر التشاؤمية التي تحدثت عنها، فالخير موجود في الأمة ومن فكر فيه وطلبه وجده -بإذن الله-.
- حاول أن تنظر في مدى استقامتك على الدين وبعدك عن المعاصي والمنكرات، فإن للمعاصي أثرا على حال الإنسان فربما حرم العبد الرزق بسبب ذنب وقع فيه. وتذكر قول الله :﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون﴾ [الأعراف: 96]، والمعنى كما يقول المفسرون: ولو أن أهل هذه القرى التي أرسلنا إليها رسلنا صدقوا ما جاءتهم به رسلهم، واتقوا ربهم بترك الكفر والمعاصي وامتثال أوامره لفتحنا عليهم أبواب الخير من كل جهة، ولكنهم لم يصدقوا ولم يتقوا، بل كذبوا بما جاءت به رسلهم، فأخذناهم بالعذاب فجأة بسبب ما كانوا يكسبونه من الآثام والذنوب.
- واعلم أن تفكيرك بالانتحار دليل على ضعف إيمانك وعدم علمك بخطورة هذا الفعل وعقابه شرعا فهو جريمة منكرة وفاعلة متوعد بالنار في الآخرة والعياذ بالله، راجع حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).
- كما أن الضنك لا يصيب إلا النفس المعرضة عن الله سبحانه، قال سبحانه :﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾. [طه: 124].
- لذا فعليك بالإقبال على الله والاستقامة على دينة والالتجاء إليه سبحانه، فالفرج بيده حتى تطمئن نفسك ويذهب ما بك من حزن واكتئاب ووسوسة وخواطر سيئة.
- كما ننصحك بالبحث عن رفقة صالحة تساعدك على الاستقامة، وتدلك على الخير، وتساعدك بالبحث عن عمل، وتبعدك عن الانزواء والانطواء الذي سبب لك سوء ظن بالناس ففقدت الأصدقاء بسببه!!
- ولا تقتصر على حرفة أو مهنة واحدة فربما رزقك ليس فيها بل حاول أن تتعلم حرفا أخرى، ولا تجلس في بلدة معينة، فربما كان رزقك في بلدة أخرى.
- وعليك بالدعاء والتضرع والالتجاء الله أن ييسر أمرك ويسهل رزقك فإن الفرج بيده.
أسأل الله أن ييسر أمرك، ويصلح حالك، وويوفقك لما يحب ويرضى.