السؤال
السلام عليكم.
قبل فترة لاحظت أنني لا أستطيع التبول جالسا على الكرسي في الحمام لقضاء حاجتي، علما أنني لا أوجه أي صعوبة أبدا في التبول وأنا واقف، فهل ممكن أن يكون هذا عامل نفسي أم صحي؟ أظن أنه من الجدير بالذكر أني أعاني من البواسير، فهل لهذا أي تأثير على عدم مقدرتي بالتبول جالسا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -يا أخي السائل- إن القدرة على التبول جالسا وقائما تكون متساوية عند الذكر الصغير عمرا إلى مرحلة انتصاف العمر، وعندما يشتكي المرء من عدم القدرة على التبول في حالة الجلوس فإن ذلك له أسباب عديدة منها: تواجد ضعف في عضلة المثانة والحوض، ووجود انسداد في مجرى البول بمسببات كثيرة منها تضخمات البروستاتا بأنواعها الحميدة والخبيثة، وتواجد أورام في أسفل المثانة، وتواجد حصوات بالمثانة، وكذلك التضيقات في عنق المثانة أو بالإحليل ونحوها.
وهناك مسببات أخرى منها أمراض تؤثر على الأعصاب مثل التصلب اللويحي المتعدد وغيرها من الأمراض العصبية التي تصيب الدماغ والنخاع الشوكي.
ومن الأسباب المشهورة في صعوبة التبول الآلام المحسوسة في أسفل البطن وفي منطقة الشرج ونحوها كما هو الحال بعد الجراحات في أسفل البطن لإصلاح الفتاق الأربي، أو إزالة الزائدة الدودية، أو أي عملية جراحية في أسفل البطن، وكذلك الجراحات والأمراض في منطقة الشرج مثل الشرخ الشرجي الحاد، أو تخثر البواسير الخارجية ونحوها، وكذلك الإمساك الشديد.
والجدير بالذكر أن تنال بعض الأدوية النفسية أو المضادة للهستامين ونحوها قد تؤدي إلى صعوبة التبول والتي تكون أخف عند وقوف المريض وأشد عند محاولة التبول جالسا، ومن خبرتي فإن بعض حالات التعصب أو التوتر عند المريض تؤدي إلى تصعب التبول جالسا.
ولمعرفة السبب فإنه يجب الفحص الإكلينيكي الدقيق للمريض وبخاصة الفحص العصبي، وفحص قوة اندفاع البول، وإجراء تصويرا للجهاز البولي السفلي باستخدام الموجات الفوق الصوتية، وكذلك إجراء دراسة ديناميكية المثانة والتي توضح قوة عضلة المثانة، وحالات مثل الأمراض التي تؤدي إلى التأثر العصبي الممتد للمثانة، كما أن الفحص قد يوضح تواجد انسداد في منطقة المثانة وعنقها والإحليل ونحوها.
إما العلاج فإنه يتوقف على المسبب الحقيقي لهذه الظاهرة، وفي مثل حالتك مبدئيا فإنه يتوجب عليك أن تعالج الإمساك إن كنت تشكو منه، وذلك بتكثير شرب الماء وبخاصة في فترة النهار، وتناول الأغذية الغنية بالألياف الطبيعية، ويمكن زيادة المتناول منها عن طريق تناولها على هيئة أقراص، وكذلك علاج البواسير ومعالجة أي سبب يؤدي إلى نشوء آلام في أسفل البطن ومنطقة الشرج، وما عدا ذلك فإن العلاج يتوقف على التشخيص النهائي المسبب لما تشتكي منه والذي يحوجك إلى استشارة طبيب المسالك البولية المتخصص في علاج مشاكل التبول ومشاكل واختلال وظائف الجهاز البولي السفلي.
وفقك الله.