السؤال
السلام عليكم
شاب، أبلغ من العمر 19 سنة، مصاب بالوسواس القهري -والحمد لله- أنهيت مرحلة الثانوية العامة بنجاح، والتحقت الآن بالجامعة، وسجلت في الجامعة العسكرية، وأنا كما قلت مصاب بالوسوسة فأتردد أن أدخلها، وأبي يريدها بشدة ويقول لها مستقبل، وأنا أقول لا أريد على الرغم من أنني كنت أريدها قبل ذلك، ولكن أقول في نفسي إن أدرس التخصص وعمل بشركة، واحصل على المال الوفير إذا عملت عند أقربائي، فيوسوس لي أنني أطمع بذلك -ولا سمح الله- أنني لن أصبح كما أتوقع في المستقبل.
أنا أعلم أن كل شيء بقدرة الله، فلا أحد يعلم ماذا يخبئ له الزمن إلا الله، وأنا أقول لأبي لا أريد الجامعة العسكرية ولكن هو مصر بشدة.
أرجوكم أفيدوني لو سمحتم فأنا الآن في حيرة كبيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء، وأن يرزقك رضى والديك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
نؤكد لك بداية أن البركة والخير في تحقيق رغبة الوالد فكيف إذا كانت رغبة الوالد هي رغبتك الأولى والأصلية قبل أن يعتريها التغيير بفعل وساوس ندعوك لإهمالها، والتعوذ بالله من شيطان يأتي بها ليحزنك وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولكن وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر الملك الديان، وكيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
نحن نقترح عليك أن تدخل كليات عسكرية وسوف تنال شرف الدفاع عن الأوطان، واستحضر النية الطيبة المرضية، واجعل الأعمال التجارية هواية، وعملا حرا بعد الانتهاء من الخدمة في المجال العسكري، وهذا ما يفعله كثير من الضباط الكبار بعد تقاعدهم من الخدمة، ولهم نجاحات كبيرة، ولعل السر في ذلك هو ما في العسكرية من انضباط والتزام.
أما بالنسبة لخوفك من المستقبل الناتج عن الوساوس فأرجو أن لا تقف معه، واحرص على التشاغل عن تلك الوساوس وذلك لاعتبارات:
أولها: أن المستقبل بيد الله فلا تحاور عبور الجسر قبل الوصول إليه.
ثانيها: واجبنا هو فعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
ثالثها: الخوف من الفشل يضر ولا يفيد بل هو سبب للفشل.
رابعها: المسلم يتفاءل وكان رسولنا يعجبه الفأل الحسن.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى المسارعة إلى صلاة الاستخارة والتي كان رسولنا يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وفي الاستخارة طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير ويتوكل على الرب القدير، ولن يخيب من يقدم إرضاء والده بعد إرضاء خالقة.
وفقك الله للخير، وقدر لك الخير وأرضاك به، وأبعد عنا وعنك مكائد الشيطان وهمزه ونفخه، وجعلنا ممن أنابوا إلى الله وتوكلوا عليه فنعم المولى ونعم النصير.
والله الموفق.